وبنحوه رواية أبي الأحوص، وزاد: مرة واحدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٤٧/ ١٦٨٥)، وابن المنذر (٢/ ٥٤٦/٥٢ و ٥٤٧)، والطحاوي (١/ ١١٢)، والدارقطني (١/ ١٨٤)، وابن جرير في تفسيره (٤/ ١١٣/ ٩٦٥٤ و ٩٦٥٦).
ب- وخالفهم: إبراهيم بن طهمان [ثقة يغرب]، فرواه عن حصين، عن أبي مالك، عن عمار بن ياسر؛ أنه أجنب في سفر له، فتمعك في التراب ظهرًا لبطن، فلما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره فقال: "يا عمار إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك في التراب، ثم تنفخ فيهما، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك إلى الرسغين".
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (٨٥)، والدارقطني (١/ ١٨٣).
قال الدارقطني: "لم يروه عن حصين مرفوعًا غير إبراهيم بن طهمان، ووقفه شعبة وزائدة وغيرهما، وأبو مالك في سماعه من عمار نظر، فإن سلمة بن كهيل قال فيه: عن أبي مالك، عن ابن أبزى، عن عمار، قاله الثوري عنه".
وقال أبو حاتم: "هو أبو مالك الغفاري، والصحيح عن عمار موقوفًا، من حديث حصين عن أبي مالك".
فالمحفوظ من حديث حصين: موقوف على عمار.
• لكن ما الراجح والصحيح من حديث أبي مالك؟
أما الدارقطني فقد مال إلى ترجيح رواية سلمة بن كهيل، وأعل بها رواية حصين بدون الواسطة.
وأما أبو حاتم فقد تقدم أن ابنه سأله (٣٤) فقال: "فحديث حصين عن أبي مالك؟ قال: الثوري أحفظ، ويحتمل أن يكون سمع أبو مالك من عمار كلامًا غير مرفوع، ويسمع مرفوعًا من عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. . . القصة. قلت: فأبو مالك سمع من عمار شيئًا؟ قال: ما أدري ما أقول لك؟ قد روى شعبة عن حصين عن أبي مالك: سمعت عمارًا، ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويه، وسلمة أحفظ من حصين. قلت: ما تنكر أن يكون سمع من عمار وقد سمع من ابن عباس؟ قال: بين موت ابن عباس وبين موت عمار قريب من عشرين سنة".
قال أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص (٣٧٣): "وأشار أبو حاتم بقوله: "وسلمة أحفظ من حصين"، إلى ترجيح رواية سلمة بن كهيل عن أبي مالك عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار، فأثبت بين أبي مالك وعمار واسطة، ورواية سلمة هذه رواها أبو داود والنسائي لحديث التيمم، وقال الدارقطني: في سماع أبي مالك من عمار نظر".
قلت: كلام أبي حاتم ليس فيه الجزم بترجيح رواية سلمة بن كهيل، بل قال باحتمال صحة رواية حصين والتي فيها إثبات سماعه الموقوف من طريق شعبة.