الصعيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قم يا أسلع فتيمم"، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، فسار حتى مر بماء، فقال لي: "يا أسلع مس -أو: أمس- هذا جلدك"، قال: وأراني؛ أي: التيمم، كما أراه أبوه: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٧/ ٦٥)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٥٠/ ٥٤٢)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ١١٣)، وفي أحكام القرآن (١١٤)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ١٠٧)، ودعلج في مسند المقلين (٥)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٩٨/ ٨٧٥ و ٨٧٦)، وابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٨)، والدارقطني (١/ ١٧٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٣٥٦/ ١٠٩٢/ ١٠٩٣)، والبيهقي (١/ ٢٠٨)، والخطيب في التاريخ (٨/ ٣٧٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤/ ٣١٢ و ٣١٣ - ٣١٤)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٧٩/٢٣٦).
قال ابن المنذر: "وأما حديث الربيع بن بدر: فهو إسناد مجهول؛ لأن الربيع لا يعرف برواية الحديث، ولا أبوه، ولا جده، والأسلع: غير معروف، فالاحتجاج بهذا الحديث يسقط من كل وجه".
وقال ابن عدي: "وهذا أيضًا ليس يرويه غير الربيع".
وقال ابن حزم في المحلى (٢/ ١٤٩ - ١٥٠): "وأما حديث الأسلع: ففي غاية السقوط. . .، وكل من ذكرنا فليسوا بشيء، ولا يحتج بهم".
وقال أبو حاتم جوابًا على ابنه بشأن هذا الحديث: "الربيع بن بدر: متروك الحديث" [العلل (١/ ٥٤/ ١٣٧)].
قلت: الربيع بن بدر: متروك، وأبوه، وجده: مجهولان، والأسلع: في صحبته نظر [انظر: الاستيعاب (١٤٨ و ١٤٩)، الإصابة (١٢٢)].
٢ - وروى عثمان بن محمد الأنماطي: ثنا حرمي بن عمارة، عن عزرة بن ثابت، عن أبي الزبير، عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التيمم ضربة للوجه، وضربة للذراعين إلى المرفقين".
أخرجه الدارقطني (١/ ١٨١)، والحاكم (١/ ١٨٠)، والبيهقي (١/ ٢٠٧)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٧٨/٢٣٦).
قال الحاكم: "بإسناد صحيح".
لكن أعله الدارقطني بالوقف، فقال: "رجاله كلهم ثقات، والصواب: موقوف".
وقال ابن الجوزي: "تكلم في عثمان بن محمد".
وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٦٨): "وأخطأ في ذلك [يعني: ابن الجوزي] قال ابن دقيق العيد: لم يتكلم فيه أحد، نعم روايته شاذة؛ لأن أبا نعيم رواه عن عزرة موقوفًا".
قلت: لم أجد قول ابن دقيق العيد هذا في الإمام (٣/ ١٥٣)، وكلام الدارقطني