ذر الصعيد الطيب وَضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليمسه بشره، فإن ذلك خير".
أخرجه النسائي (١/ ١٧١/ ٣٢٢)، وابن حبان (٤/ ١٤٠/ ١٣١٣)، والدارقطني في السنن (١/ ١٨٦ - ١٨٧)، وفي الأفراد (٥/ ٥٢/ ٤٦٤٦ - أطرافه)، والبيهقي (١/ ٢١٢)، والخطيب في المدرج (٢/ ٨٦٣)، والجوزقاني في الأباطيل (١/ ٥٠٨/ ٣١٨).
قلت: ومخلد بن يزيد القرشي الحراني: صدوق له أوهام؛ وهذا الحديث من جملة أوهامه، ومما وهم فيه على الثوري.
قال الدارقطني في العلل (٦/ ٢٥٣): "وأحسبه حمل حديث أيوب على حديث خالد؛ لأن أيوب يرويه عن أبي قلابة، عن رجل لم يسمه، عن أبي ذر".
وقال في الأفراد: "تفرد به مخلد بن يزيد، عن الثوري، عن أيوب، وخالد الحذاء، عن أبي قلابة عنه"؛ يعني: عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر.
وقال البيهقي: "تفرد به مخلد هكذا، وغيره يرويه عن الثوري، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن رجل، عن أبي ذر، وعن خالد، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر، كما رواه سائر الناس".
وقال الخطيب: "كذا روى هذا الحديث: مخلد بن يزيد الحراني، عن سفيان الثوري، عن أيوب السختياني، وخالد الحذاء، وساقه سياقة واحدة.
وأيوب إنما كان يرويه عن أبي قلابة، عن رجل، عن أبي ذر.
وأما خالد الحذاء فكان يرويه عن أبي قلابة ويسمى الرجل، وهو عمرو بن بجدان.
فحملت رواية أيوب على رواية خالد في حديث مخلد بن يزيد هذا".
ب- وممن وهم فيه على الثوري أيضًا:
قبيصة بن عقبة رواه، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن محجن أو: محجن [وفي رواية: أو: محجل، وفي ثالثة: عن محجل، أو: أبي محجن، وفي رابعة: عن محجن، أو: أبي محجن]، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:. . . فذكره.
أخرجه البخاري في التاريخ (٦/ ٣١٧)، والبزار (٩/ ٣٨٩/ ٣٩٧٤)، والدارقطني (١/ ١٨٧)، والخطيب في المدرج (٢/ ٨٧٥ و ٨٧٦).
قال البخاري: "وقال بعضهم: ابن محجن؛ وهو وهم".
وقال ابن معين: "أخطأ في عمرو بن محجن، إنما هو: عمرو بن بجدان" [المدرج].
وقال الخطيب: "ولم يتابع قبيصة على شيء من هذين القولين".
وقال أبو زرعة الرازي: "هذا خطأ، أخطأ فيه قبيصة، إنما هو: أبو قلابة، عن عمرو بن بجدان، عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [علل ابن أبي حاتم (١)].
وقبيصة وإن كان ثقة؛ إلا أنه يُضعَّف في الثوري.