• إلا أن حرملة بن يحيى قد اختلف عليه في لفظه:
فرواه محمد بن الحسن بن قتيبة [ثقة حافظ]، وعبد الله بن محمد بن سلم الفريابي المقدسي [ثقة. السير (١٤/ ٣٠٦)]:
كلاهما عن حرملة بن يحيى به مثل الجماعة.
وخالفهما: أحمد بن داود [وهو: ابن عبد الغفار أبو صالح الحراني المصري: قال الدارقطني: "متروك كذاب"، وقال ابن طاهر: "كان يضع الحديث"، وقال ابن حبان: "يضع الحديث"، وقال المنذري: "وثقه الحاكم وحده"، وهو شيخ لابن عدي أكثر عنه، ودافع عنه، ويسميه: أحمد بن داود بن أبي صالح، أو يقول: ثنا ابن أبي صالح، وهو معروف بالرواية عن حرملة. انظر: الضعفاء والمتروكون (٥٢)، المجروحين (١/ ١٦٠ - ط السلفي)، اللسان (١/ ١٧٨)، الترغيب والترهيب (٣/ ٢٨١)، الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٤١)، الكامل لابن عدي (٢/ ٤٦١) و (١٢/ ١١٣) و (٦/ ٣٧٨)]، فرواه عن حرملة بن يحيى به؛ إلا أنه جعل لفظه كلفظ حديث وهب بن جرير، فذكر فيه التيمم [عند ابن المنذر في الأوسط (٥٢٨)] وهذا مما يؤكد ضعف الحراني هذا.
• وهذا الحديث قد رواه عمرو بن الحارث، ولم يختلف عليه فيه؛ ورواه ابن لهيعة واختلف عليه:
١ - فرواه ابن وهب [ثقة حافظ]، عن ابن لهيعة، مقرونًا بعمرو بن الحارث به هكذا كما تقدم.
٢ - ورواه حسن بن موسى [ثقة، من متثبتي أهل بغداد]، عن ابن لهيعة: ثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، أنه قال:. . .، فذكره بلفظ حديث وهب بن جرير بذكر التيمم، ولم يذكر في الإسناد أبا قيس.
أخرجه أحمد (٤/ ٢٠٣)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٦/ ١٤٧).
وتابعه: عبد الله بن عبد الحكم المصري، عن ابن لهيعة به كما ذكر في تغليق التعليق (٢/ ١٨٩)، وعبد الله: صدوق.
٣ - ورواه معاذ بن فضالة [ثقة، بصري]، قال: ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص أنه قال: يا رسول الله! إني احتلمت في ليلة باردة لم يصبني برد مثله قط، فخيرت نفسي بين أن أغتسل فأقتل نفسي، أو أتوضأ؛ فذكرت قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: ٢٩]، فتوضأت، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل شيئًا.
فلم يذكر في الإسناد أبا قيس، ولم يذكر في المتن غسل المغابن.
أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٣/ ٩٢٨/ ٥١٨٧).
٤ - ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار [ثقة، مصري]، قال أنبأنا ابن لهيعة،