للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - حديث أبي أمامة:

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لما رماه ابن قميئة يوم أُحد: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ حل عن عصابته، ومسح عليها بالوضوء.

أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١٣١/ ٧٥٩٧)، وفي مسند الشاميين (٤٥٤ و ٣٤٢٥).

من طريق حفص بن عمر: ثنا ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، ومكحول، عن أبي أمامة به مرفوعًا.

قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٦٠): "وإسناده ضعيف، وأبو أمامة لم يشهد أُحدًا".

حفص بن عمر، هو: ابن ميمون العدني: ضعيف، قال العقيلي: "يحدث بالأباطيل"، وقال ابن عدي: "عامة حديثه غير محفوظ" [التهذيب (٢/ ٣٧٤)].

فالأمر كما قال البيهقي: "ولا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء".

وقال ابن حزم في المحلى (٢/ ٦١): "ولم يصح قط فيه أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

وإنما صح في ذلك، عن ابن عمر قوله وفعله، وتقدم ذكره.

• قال البيهقي في السنن: "ولا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء، وأصح ما روي فيه: حديث عطاء بن أبي رباح الذي قد تقدم، وليس بالقوي، وإنما فيه قول الفقهاء من التابعين فمن بعدهم، مع ما روينا عن ابن عمر في المسح على العصابة، والله أعلم".

وقال في الخلافيات: "وأصح ما روي في هذا الباب: ما تقدم عن عطاء بن أبي رباح، وإسناده مختلف فيه".

• وأما حديث عطاء بن أبي رباح الذي أشار إليه البيهقي:

فقد رواه الزبير بن خُرَيق، عن عطاء، عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلًا منا حجر، فشجه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك، فقال: "قتلوه قتلهم الله؛ ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم، ويعصب على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها، ويغسل سائر جسده".

أخرجه أبو داود (٣٣٦)، والدارقطني (١/ ١٨٩ - ١٩٠)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٢٧ و ٢٢٨)، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٤٨٩ - ٤٩١/ ٨٣٤ و ٨٣٥)، وفي المعرفة (١/ ٣٠١/ ٣٤٦ و ٣٤٧)، والقضاعي في مسند الشهاب (١١٦٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٢/ ١٢٠/ ٣١٣)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٤٣/ ٢٨٧).

قال عبد الحق الإشبيلي: "ولا يروى الحديث من وجه قوي" [الأحكام الوسطى (١/ ٢٢٣)].

وقال البيهقي: "ليس بالقوي".

وقال الدارقطني: "قال أبو بكر: هذه سُنَّة تفرد بها أهل مكة، وحملها أهل الجزيرة، لم يروه عن عطاء عن جابر: غير الزبير بن خريق، وليس بالقوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>