وأما الروايتان الأخريان: فإحداهما بإسناد مصري ثم مدني، والأخرى بإسناد مصري ثم كوفي، فلم تعرف إلا خارج البلد.
والحديث الذي يشتهر في بلده وخارجه، أولى من الحديث الذي لم يعرف إلا خارج بلده، والله أعلم.
هذا مع العلم بأن رواية وكيع الحافظ موافقة لرواية ابن المبارك وابن بكير في الإرسال، وإنما تخالفهما في إسقاط الواسطة بين الليث، وبكر بن سوادة.
وصنيع النسائي يدل على ترجيحه لرواية ابن المبارك على رواية ابن نافع.
• والحاصل: أن الحديث: مرسل بإسناد صحيح.
• وممن روى هذا الحديث فأخطأ فيه:
١ - ابن لهيعة [ضعيف] , رواه عن بكر بن سوادة، عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد، عن عطاء بن يسار: أن رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . بمعناه.
أخرجه أبو داود (٣٣٩)، ومن طريقه: البيهقي (١/ ٢٣١).
وإسناده ضعيف؛ ابن لهيعة: ضعيف، وأبو عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد: مجهول [الميزان (٤/ ٥٤٥) وقال: "لا يعرف"، التهذيب (٤/ ٥٤٨)، التقريب (٧١٢)، وقال: "مجهول"، وقال ابن القطان في بيان الوهم (٢/ ٤٣٤): "مجهول"].
وقال ابن القطان في بيان الوهم (٢/ ٤٣٤): "هذا لا يلتفت إليه، لضعف راويه ابن لهيعة" [انظر: التلخيص (١/ ٢٧٣)].
قلت: لا يلتفت إليه فقط فيما خالف فيه الحفاظ بإدخال أبي عبد الله هذا -وهو رجل مجهول- بين بكر وعطاء، لكنه تابع الحفاظ في إرسال الحديث وعدم ذكر أبي سعيد فيه.
٢ - روى عبد الرزاق في مصنفه (١/ ٢٣٠/ ٨٩٠) عن إبراهيم بن محمَّد، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن سوادة: أن رجلين أصابتهما جنابة ... معضل.
سقط من إسناده عطاء بن يسار.
وهذا إسناد ساقط بمرة؛ إبراهيم بن محمَّد هو ابن أبي يحيى الأسلمي: متروك، كذبه جماعة.
***
٣٣٩ - قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد، عن عطاء بن يسار: أن رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . بمعناه.
• حديث ضعيف.
تقدم في الحديث السابق.