للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على كون بكير بن الأشج متابعًا لابن أبي هلال في زيادة عبد الرحمن في الإسناد، وقال: "فضبطا إسناده وجوداه"، وهذا وهم منه: رحمه الله، والصحيح عن بكير أنه رواه بدون الزيادة، وإنما تفرد بها ابن أبي هلال، وإنما دخل الوهم فيه على الدارقطني من رواية ابن وهب والتي جمع فيما بين ابن أبي هلال وابن الأشج وساق الحديث عنهما بإسناد واحد موهمًا أن بكيرًا وافق سعيدًا في زيادة عبد الرحمن، إلا أن ابن وهب قال في آخر الحديث: "إلا أن بكيرًا لم يذكر عبد الرحمن"، فبرئت عهدته بذلك، وخفى هذا على الدارقطني، والله أعلم.

وممن وهَّم الدارقطني في ذلك: ابن رجب الحنبلي، فقال في الفتح (٥/ ٣٤٦): "وهو أيضًا وهم منه"؛ أي: الدارقطني، وكذلك قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٢٥): "وغفل الدارقطني في العلل عن هذا الكلام الأخير، فجزم بأن بكيرًا وسعيدًا خالفا شعبة فزادا في الإسناد عبد الرحمن، وقال: إنهما ضبطا إسناده وجوداه، وهو الصحيح. وليس كما قال، بل المنفرد بزيادة عبد الرحمن هو سعيد بن أبي هلال. وقد وافق شعبة وبكيرًا على إسقاطه: محمَّد بن المنكدر أخو أبي بكر، أخرجه ابن خزيمة من طريقه [قلت: لو كان هذا هو المحفوظ، وقد سبق بيان أن القلب أميل إلى الوجه الثاني] , والعدد الكثير أولى بالحفظ من واحد، والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر؛ لأنه قديم ولد في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يوصف بالتدليس".

وقال ابن حجر في التغليق (٢/ ٣٥٠ - ٣٥١): "وزيادة عبد الرحمن في الإسناد إما من المزيد في متصل الأسانيد، وإما أن يكون عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن ثم سمعه من أبيه، وقد صرح شعبة وبكير بن الأشج وغيرهما بسماع عمرو من أبي سعيد. وهكذا رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن محمَّد بن المنكدر، عن أخيه أبي بكر، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد، وتفرد سعيد بن أبي هلال بزيادة عبد الرحمن ... ".

قلت: وهو كما قال.

• وفي هذا الحديث وهم آخر:

فقد روى عمرو بن أبي سلمة [التنيسي الدمشقي: صدوق، منكر الحديث عن زهير بن محمَّد التميمي، قال أحمد بن حنبل: "روى عن زهير أحاديث بواطيل؛ كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله، فغلط، فقلبها عن زهير"، التهذيب (٣/ ٢٧٥)، وانظر بعض مناكيره عن زهير: علل الترمذي ص (٣٩٥) برقم (١٤٨)، علل ابن أبي حاتم برقم (٤١٤ و ٥٨٨ و ٧١٣ و ٨٩٥ و ٩٥٦ و ١٧١٠ و ٢١٦٧ و ٢٣٧٥)، وهذا الحديث برقم (٥٩٢ و ٦١٤)، وانظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٧ و ٨٢٢)] , قال: نا زهير بن محمَّد، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم".

أخرجه ابن خزيمة (٣/ ١٢٤/ ١٧٤٦)، وصححه فأخطأ، والطبراني في الأوسط

<<  <  ج: ص:  >  >>