في السنن (٣/ ٢٢٦) و (١٠/ ٨٤)، وفي المعرفة (٢/ ٥١٠ و ٥١١/ ١٧٧٢ و ١٧٧٤)، وفي فضائل الأوقات (٢٧٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٤)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٢/ ٥٦٧/ ١٠٥٦)، والمهرواني في فوائده (٦٤).
قال أبو بكر الحميدي: "فقيل لسفيان: إنهم يقولون في هذا الحديث: عن الأغر عن أبي هريرة؟ قال سفيان: ما سمعت الزهري ذكر الأغر قط، ما سمعته يقول إلا عن سعيد أنه أخبره عن أبي هريرة".
وقال علي بن المديني في العلل ص (٩٥): "حديث أبي هريرة: "مثل المهجر إلى الجمعة" رواه معمر وأصحاب الزهري، عن الأغر، عن أبي هريرة، إلا أن ابن عيينة رواه عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، وجميعًا صحيح"، ونقله البيهقي في المعرفة (٢/ ٥١٢).
وقال الشافعي في السنن (١/ ٢٦٥): "حديث سفيان محفوظ كله، إلا إدخاله سعيد بن المسيب بين ابن شهاب وأبي هريرة، فإنه قد خولف فيه، وابن أبي ذئب جعل مكان سعيد أبا عبد الله الأغر، وروى ذلك إبراهيم بن سعد، وكان اثنان أولى بالحفظ من واحد، إلا أن يكون ابن شهاب سمعه منهما معًا".
قلت: هو محفوظ، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب؛ لأمرين:
الأول: أن سفيان بن عيينة لما روجع فيه جزم بأنه سمعه هكذا من شيخه الزهري، ولم يشك؛ وهو حافظ يعتمد على حفظه، ومن أثبت أصحاب الزهري.
الثاني: أن الحديث قد رواه عن الزهري أيضًا فجمع الثلاثة: أبا سلمة، والأغر، وسعيد بن المسيب:
ج - يحيى بن سعيد الأنصاري [وهو: ثقة ثبت]، قال: أخبرني ابن شهاب، قال: حدثني أبو سلمة، وسعيد بن المسيب، وأبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المهجر إلى الجمعة كالذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبشًا، ثم كالذي يهدي دجاجة"، وحسبت أنه قال: "كالذي يهدي بيضة".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ٢٩٢/ ٤٢٣٦)، والدارقطني في العلل (٨/ ٦٦ - ٦٧).
قال الدارقطني: "وهو المحفوظ؛ لأن يحيي جمع بين الثلاثة في روايته عن الزهري، وقول من قال: الأعرج، فيه نظر".
د - ورواه عمرو بن الحارث، وعقيل بن خالد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
أخرجه النسائي في الكبرى (٢/ ٢٧٠/ ١٧٠١) و (١٠/ ٤٢١/ ١١٩١٩) [تحفة (١٣٩٦٣)].
وهذا وهم لمخالفته لرواية الجماعة من أصحاب الزهري، ويحتمل أن يكون قولهم: "عن الأعرج" قد تصحف عن "الأغر"، والله أعلم.