الثوري، مقدم فيه على قبيصة وطبقته]، عن سفيان، عن الأغر، عن خليفة بن حصين: أن جده قيسًا لما أسلم أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل بماء وسدر.
أخرجه العجلي في معرفة الثقات (١٥٣٣).
قلت: إن كان أبو داود الحفري حفظه هكذا عن الثوري، فروايته هذه تبين الإرسال في هذا الحديث، وأن خليفة إنما يحكي قصة إسلام جده، ولم يحضرها، ولم يدركها، ولا يرويها عنه رواية، والله أعلم.
وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأبي عامر العقدي، وأبي عاصم النبيل، وعبيد الله بن موسى [وفيهم: أثبت أصحاب الثوري]: ما يشهد لهذا المعنى، فقد قالوا في روايتهم: عن خليفة بن حصين، عن قيس بن عاصم: أنه أسلم ... الحديث [عند: الترمذي، والطوسي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، وأحمد، وغيرهم].
وإنما رواه محمد بن كثير العبدي، والفريابي، وعبد الرزاق، وعبد الله بن الوليد العدني، ومؤمل بن إسماعيل [وهم في طبقة دون أولئك في الضبط والمعرفة]، فقالوا: عن جده قيس بن عاصم، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أريد الاسلام [عند: أبي داود، وعبد الرزاق، والدولابي، وابن السماك، والنقاش]، وهي رواية ظاهرها الاتصال.
ورواية الحفاظ من أصحاب الثوري: أشبه بالصواب، وعليه: فهو حديث مرسل، لم يسنده خليفة بن حصين عن جده.
• وقد تابع سفيان الثوري عليه:
قيس بن الربيع [صدوق، تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به]، رواه عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن قيس بن عاصم: أنه أسلم فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ١٢٢/ ٧٠٤١)، وفي الكبير (١٨/ ٣٣٨/ ٨٦٧)، والبيهقي في الدلائل (٥/ ٣١٧).
• وهي متابعة جيدة لرواية الثوري التي رواها عنه جماعة الحفاظ.
وله متابع آخر: قال أبو نعيم في المعرفة (٤/ ٢٣٠٢) بعد رواية الثوري المحفوظة: "رواه أبو شيبة، وقيس بن الربيع، عن الأغر مثله.
ورواه حفص بن عبد الرحمن، عن الثوري، عن الأغر، عن خليفة بن حصين، عن أبيه، عن جده، قيس بن عاصم".
قلت: حفص بن عبد الرحمن هو: ابن عمر بن فروخ أبو عمر البلخي الفقيه النيسابوري؛ وهو: صدوق، تكلم في حفظه، وليس من أصحاب الثوري المعروفين، ولا من أهل بلده، حتى يعتد بخلافه [انظر: التهذيب (١/ ٤٥٢)].
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وفي مستخرج الطوسي: "وهذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، بدون: "حسن".