حديج، إلا من طرق غير محفوظة [انظر: التاريخ الكبير (٤/ ١٤٣)، علل الدارقطني (٦/ ٢٦٦/ ١١٢٣)، مستدرك الحاكم (٢/ ٩٢)، السنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٣٣٠)].
احتج به: أبو داود، والنسائي، وصححه: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود.
وتقدم معنا هذا الإسناد تحت الحديث رقم (٢٦٧).
• وله طريق آخر عن أم حبيبة:
يرويه معاوية بن صالح، قال: حدثنا ضمرة بن حبيب: أن محمد بن أبي سفيان الثقفي حدثه: أنه سمع أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وعليَّ وعليه ثوب واحد، فيه كان ما كان.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٠٣)، وأحمد (٦/ ٣٢٥ و ٤٢٦)، وإسحاق (٤/ ٢٤١/ ٢٠٥٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢٢٨/ ٨٤١٠)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٤٥/ ٤٩١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ١٠٧).
رواه هكذا عن معاوية بن صالح: زيد بن الحباب، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري.
وخالفهم: عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: حدثني معاوية، عن ضمرة بن حبيب، عن عنبسة بن أبي سفيان: أنه سمع أم حبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: كنت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصلي في الثوب الواحد، وفيه كان ما كان، قالت: أصلي فيه ويصلي فيه؛ يعني: الثوب الذي يجامع فيه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٣/ ٣٢٥/ ٣٢٩٧)، وفي مسند الشاميين (٣/ ١٧٣/ ٢٠١٨).
قال: حدثنا بكر بن سهل: نا عبد الله بن صالح به.
قال في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن عنبسة إلا ضمرة، تفرد به معاوية".
قلت: خالف فيه عبد الله بن صالح جماعة الثقات -وفيهم الإمام الثبت عبد الرحمن بن مهدي-، فقال: "عنبسة" بدل: "محمد"، فلا أدري الوهم فيه من عبد الله بن صالح، فإنه كان كثير الغلط، أم من بكر بن سهل، وقد ضعفه النسائي وتكلم الناس فيه، ولم يوثق [اللسان (٢/ ٣٤٤)]، والأرجح عندي أن الوهم فيه من بكر بن سهل؛ فإن له زلات تثبت وهنه [راجع الحديث المتقدم برقم (١٤٨)].
والمحفوظ: رواية الجماعة، وإسنادها رجالها ثقات، غير محمد بن أبي سفيان، وهو: ابن العلاء بن جارية الثقفي أبو بكر الدمشقي: الذي يروي عن قبيصة بن ذؤيب ويوسف بن الحكم، وعنه: الزهري، وأبو عمر الأنصاري، وضمرة بن حبيب، وتميم بن عطية، وليس هو بالأموي أخي معاوية بن أبي سفيان، وذلك لأمرين:
الأول: أن زيد بن الحباب [وهو: ثقة] نسبه ثقفيًا؛ فقال في روايته: "محمد بن أبي سفيان الثقفي".