سيئ الحفظ، كثير الوهم والغلط، ويحدث من حفظه، لذا وقع في رواياته مناكير كثيرة، فوهاه بعضهم مثل: ابن معين، والنسائي، والدارقطني، وابن حبان، ومشاه واحتمله بعضهم، مثل: أحمد، وأبي حاتم، ودحيم، وابن عدي [انظر: التهذيب (١/ ٤١٧)].
ومن كان هذا حاله، فلا يحتمل تفرده عن الثقات المشاهير؛ فهو حديث منكر.
وابن عدي مع كونه ممن احتمله ومشاه، فقال في آخر ترجمة (٢/ ٣٢٤): "وهو ممن تحتمل رواياته"، إلا أنه عد حديثه هذا في ضمن ما أنكر عليه من أحاديث، ثم قال: "وللحسن بن يحيى من الحديث جزء أو أقل ... ، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي أمليتها".
٣ - وما رواه عبيد الله بن عمرو الرقي [ثقة فقيه]، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم -: يصلي في الثوب الذي يأتي فيه أهله؟ قال: "نعم؛ إلا أن يرى فيه شيئًا فيغسله".
أخرجه ابن ماجه (٥٤٢)، وابن حبان (٦/ ١٠٢/ ٢٣٣٣)، وأحمد (٥/ ٨٩ و ٩٧)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (٥/ ٩٧)، وأبو يعلى (١٣/ ٤٥٤ و ٤٦٥/ ٧٤٦٠ و ٧٤٧٩)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٩٢/ ٥٥٠)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢١٥/ ١٨٨١)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣/ ب)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ١١١)، والذهبي في السير (٨/ ٣١٢).
صححه ابن حبان.
وقال البوصيري في الزوائد: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
وقال الذهبي: "هذا حديث صحيح، من العوالي لأمثالنا".
قلت: هو حديث معلول؛ وهم في رفعه عبيد الله بن عمرو الرقي؛ إنما هو: موقوف.
فقد رواه أبو عوانة [ثقة ثبت]، وأسباط بن محمد [ثقة]، عن عبد الملك بن عمير، قال: سئل جابر بن سمرة وأنا عنده، عن الرجل يصلي في الثوب الذي يجامع فيه أهله؟ قال: صلِّ فيه، إلا أن ترى فيه شيئًا فتغسله، ولا تنضحه، فإن النضح لا يزيده إلا شرًّا. هكذا موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٢٧/ ٨٤٠٧)، والطحاوي (١/ ٥٣).
قال الإمام أحمد في المسند (٥/ ٨٩): "هذا الحديث لا يُرفع عن عبد الملك بن عمير".
وقال أبو حاتم: "كذا مرفوعًا، وإنما هو موقوف".
وقال الدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٤٢/ ١٨٦٩ - أطرافه): "تفرد برفعه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك".
***