سيرين عند الدارقطني، كما في سؤالات ابن بكير وغيره. التاريخ الكبير (٤/ ٨٢)، تاريخ دمشق (٣١/ ٣٣٨)، إكمال مغلطاي (٦/ ١٦)، التهذيب (٢/ ٧٤)، علل ابن المديني (٨٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٨٨)، سؤالات ابن بكير (٤٧)، المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٧)].
رواه سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في شُعُرنا.
قال بشر بن المفضل: هو الثوب الذي يلبس تحت الدثار.
أخرجه أحمد (٦/ ١٠١)، وأبو إسحاق الحربي في غريب الحديث (١/ ١٤٣)، والبيهقي (٢/ ٤١٠).
وعند الأخيرين:"أن عائشة"، و"عن عائشة"، ليس عندهما: نبئت، وهي ثابتة في الرواية، ومعلوم أن الرواة يتصرفون في صيغ التحديث.
فهؤلاء ثلاثة من أصحاب ابن سيرين -فيهم اثنان من أثبت أصحابه: سلمة بن علقمة، وهشام بن حسان- رووه عن ابن سيرين، عن عائشة منقطعًا بدون ذكر عبد الله بن شقيق في الإسناد [ومعلوم أن ابن سيرين لم يسمع من عائشة، قاله أبو حاتم وابن معين وزاد:"ولا رآها"، سؤالات ابن محرز (٦٣٠)، تحفة التحصيل (٢٧٧)، المراسيل (٦٨٧)، جامع التحصيل (٦٨٣)].
وأشعث بن عبد الملك الحمراني: وإن كان ثقة مأمونًا، قال فيه يحيى بن سعيد القطان:"لم أدرك أحدًا من أصحابنا أثبت عندي من أشعث بن عبد الملك، ولا أدركت أحدًا من أصحاب ابن سيرين بعد ابن عون أثبت عندي من أشعث بن عبد الملك" [الجرح والتعديل (٢/ ٢٧٥)، السير (٦/ ٢٧٨)، التهذيب (١/ ١٨١)].
فيمكن أن يقال حينئذ بأن ابن سيرين حدث أشعث أولًا بهذا الحديث عن عبد الله بن شقيق، ثم نسي بعد ذلك من الذي حدثه به، فصار يرسله عن عائشة، ويقول أحيانًا: نبئت عن عائشة -كما تقدم في رواية سعيد بن أبي صدقة، ورواية سلمة بن علقمة-، ويكون هذا من باب من حدث فنسي، فلا يكون قادحًا في صحة الحديث، طالما أن الواسطة ثقة، والذي حدثه به قبل النسيان ثقة أيضًا.
لكن هذا الحديث معلول، فلا نقول بهذا:
فإن الذين رووا هذا الحديث عن ابن سيرين -أعني: هؤلاء الأربعة- كلهم من طبقة واحدة، ووفاتهم متقاربة [أشعث توفي سنة (١٤٢ أو ١٤٦ هـ)، وهشام بن حسان توفي سنة (١٤٨ هـ)، وسعيد بن أبي صدقة ترجم له البخاري فيمن توفي بين (١١٠ - ١٥٠ هـ)، وسلمة بن علقمة توفي سنة (١٣٩ هـ)] [أربعتهم من الطبقة السادسة]، فقول ابن سيرين:"سمعته منذ زمان، لا أدري ممن سمعته، ولا أدري أثبت أم لا؟ فاسألوا عنه": يقتضي أن يكون الذي حدث عنه به مصرحًا بالواسطة من قدماء أصحابه مثل أيوب مثلًا، لكن أشعث ليس من قدماء أصحابه، بل ليس من أصحابه المقدمين فيه -عند جماعة من النقاد-، بل