٢ - حماد بن زيد، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن الحارث بن نوفل، عن عائشة قالت: كنت أفرك الجنابة [وفي رواية: المني] من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه النسائي (١/ ١٥٦/ ٢٩٦)، وابن خزيمة (١/ ١٤٦/ ٢٨٨)، وأحمد (٦/ ٦٧ و ٢٨٠)، وإسحاق (٣/ ٩٦٦/ ١٦٨٣)، والطحاوي (١/ ٤٩).
وهذا إسناد رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير الحارث بن نوفل، وهو صحابي توفي في آخر خلافة عثمان، فينظر في سماع أبي مجلز لاحق بن حميد منه، فإن بين وفاتيهما ما يزيد على ثمانين عامًا.
٣ - قزعة بن سويد: حدثنا ابن أبي نجيح، وحميد الأعرج، عن مجاهد، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يقوم فيصلي فيه.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ١٤٦/ ٢٨٨)، والطحاوي (١/ ٥١)، والطبراني في الأوسط (٥/ ٢١١/ ٥١١١)، وابن الغطريف في جزئه (١٠)، والرافعي في التدوين (٣/ ١١٨ - ١١٩).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث، عن مجاهد إلا ابن أبي نجيح، وحميد الأعرج، ولم يروه عنهما إلا قزعة بن سويد".
قلت: إسناده ضعيف، قزعة بن سويد الباهلي البصري: ليس بالقوي، وقد تفرد به، عن هذين العلمين المكيين.
ومجاهد سمع عائشة [انظر فيما تقدم: الحديث رقم (٣٥٨)].
٤ - جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كنت أفرك المني من مرط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت مرطنا يومئذ الصوف.
أخرجه ابن خزيمة (٢٨٨)، والطحاوي (١/ ٤٩).
هكذا من فعلها - رضي الله عنها -.
وأخرجه أحمد في المسند (٦/ ٢٦٣)، وفي الزهد (٣٠)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ١٠٣/ ٥٧٠).
من طريق جعفر بن برقان به، لكن من فعله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان يراه في مرط إحدانا، ثم يفركه -يعني: الماء-، ومروطهن يومئذ الصوف؛ تعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا حديث منكر.
فإن جعفر بن برقان وإن كان ثقة؛ إلا أنه ضعيف في الزهري خاصة، ولا يحتمل تفرده عنه، لا بهذا الإسناد، ولا بهذا المتن [انظر: التهذيب (١/ ٣٠١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٩٠)].
• وثمة أسانيد أخرى [خمسة أو ستة] لحديث عائشة في فرك المني أو حته؛ لا يصح منها شيء، ولا نطيل بذكرها، وإنما نحيل على مصادرها:
انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٢٦ و ٢٧٦) و (٦/ ٨١)، شرح المعاني (١/ ٤٩)، المعجم الأوسط للطبراني (٥/ ٧٨/ ٤٧٢٢) و (٦/ ٢٦ و ٢٧/ ٥٦٩٠ و ٥٧٨٣) و (٧/ ٣١٣/ ٧٥٩٨)،