عمير: لم يدرك عائشة"، وعبارته في التهذيب (٢/ ٣٨٠): "وقال ابن حزم في المحلى: لم يسمع من عائشة".
• قلت: يؤكده أمران:
الأول: أن عبد الله بن عبيد استشهد غازيًا بالشام سنة ثلاث عشرة ومئة (١١٣ هـ)، وعائشة - رضي الله عنها - توفيت سنة سبع وخمسين (٥٧)، فبينهما ست وخمسون سنة؛ وهذا دليل قوي على عدم الإدراك لكونه قتل في الغزو.
الثاني: أنه قد صح عنه أنه يدخل بينه، وبين عائشة امرأة يقال لها أم كلثوم، كما في حديث: "أما إنه لو ذكر اسم الله لكفاكم"، وهو مخرج في الذكر والدعاء برقم (٢٤٦) (٢/ ٥٠٥).
يضاف إلى هذين: حجة ابن حزم على عدم الإدراك، وهي قول عبد الله بن عبيد: "كنت مع أبي زمن ابن الزبير - رضي الله عنهما - إلى جنب ابن عمر - رضي الله عنهما -، رواه البخاري في تاريخه الكبير (٥/ ١٤٣).
ثم إنه مختلف في سماع عبد الله بن عبيد بن عمير من أبيه، فقد أثبته البخاري (٥/ ١٤٣)، ثم حكى عن ابن جريج: أن عبد الله بن عبيد لم يسمع من أبيه شيئًا، ولا يذكره، قال: مات عبيد بن عمير قبل ابن عمر [التاريخ الكبير (٥/ ٤٥٥)، وانظر: تحفة التحصيل (١٨١)].
٨ - روى وهب بن إسماعيل بن محمد بن قيس [صدوق]، وإسحاق بن يوسف الأزرق [ثقة]:
كلاهما عن محمد بن قيس، عن محارب بن دثار، عن عائشة: أنها كانت تحتُّ المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي. لفظ الأزرق.
ولفظ وهب: ربما حتَتُّه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي.
أخرجه ابن خزيمة (١/ ١٤٧/ ٢٩٠)، وابن منده في الفوائد (١٣)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٢٤٣/ ١٢٥٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٥).
قال البيهقي: "وهذا وإن كان فيه بين محارب وعائشة إرسال؛ ففيما قبله ما يؤكده".
قلت: يعني بذلك: رواية حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان [المتقدمة معنا برقم (٣٧٢)]، وهي بلفظ: "فيصلي فيه"، وفي رواية: "ثم يصلي فيه"، فلا تشهد لرواية محارب لما بينهما من المخالفة في زمان الفرك، ففي حديث محارب أنه في أثناء الصلاة، وفي حديث حماد قبل الصلاة.
وفصل ابن دقيق العيد في الإمام (٣/ ٤٢٢) في بيان ثقة رجال هذا السند، ثم قال: "فهذا كما ترى قد ثبت توثيق الرواة، وظاهره يقتضي الصحة، إلا أن البيهقي ذكر في المعرفة بعد تخريج هذا الحديث: أن فيه بين محارب وعائشة إرسالًا، وعلى هذا فهذه علة قادحة عند كل من يرد المرسل والمنقطع".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (١/ ٤٩٠): "وهذا إسناد على شرط الصحيح، كل