أثبت فيه من القطب [كذا] وغيره من المكيين لم يروه أحد إلا موقوفًا، وهذا كله دليل على وهم تلك الرواية".
وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (١/ ٨١): "والصحيح أن هذا الحديث موقوف".
قلت: وهو كما قالوا: الصحيح موقوف على ابن عباس.
١ - فقد روى وكيع بن الجراح [ثقة حافظ، وأما شريك فسيئ الحفظ]: نا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس: في المني يصيب الثوب؟ قال: إنما هو بمنزلة النخامة والبزاق، أمطه عنك بإذخرة. موقوف.
أخرجه الدارقطني (١/ ١٢٥).
٢ - وروى هشيم، قال: أنا حجاج، وابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، في الجنابة تصيب الثوب؟ قال: إنما هو كالنخامة أو النخاعة، أمطه عنك بخرقة أو بإذخرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٨٣/ ٩٢٤).
قلت: وهم شريك -وهو سيئ الحفظ- في رفعه، خالفه حافظان: وكيع وهشيم فأوقفاه.
فإن قيل: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سيئ الحفظ جدًّا فلعل هذا منه.
يقال: قد صح عن ابن عباس قوله غير مرفوع:
١ - فقد روى عمرو بن دينار، وابن جريج:
كلاهما: يخبر عن عطاء، عن ابن عباس: أنه قال في المني يصيب الثوب: أمطه عنك، -قال أحدهما:- بعود أو إذخرة، وإنما هو بمنزلة البصاق أو المخاط.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٣٦٧ و ٣٦٨/ ١٤٣٧ و ١٤٣٨)، ومن طريقه: ابن المنذر (٢/ ١٥٩/ ٧٢٢)، والشافعي في الأم (٢/ ١٢١/ ١١٨)، وفي المسند (٣٤٥)، ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤١٨)، وفي المعرفة (٢/ ٢٤٣/ ١٢٦٠)، وهذا لفظه، وكذا: الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٥٣).
قال البيهقي في السنن: "هذا صحيح عن ابن عباس من قوله، وقد روي مرفوعًا، ولا يصح رفعه"، وهو كما قال.
٢ - حبيب [هو: ابن أبي ثابت]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: امسحوا بإذخر.
أخرجه الطحاوي (١/ ٥٢)، بإسناد صحيح إلى حبيب، ثم قال: "فهذا يدل على أنه قد كان يراه طاهرًا".
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
• وثمة أسانيد أخرى عن ابن عباس في هذا المعنى. انظر: مصنف عبد الرزاق (١/ ٩١ و ٣٧٢/ ٣٠٩ و ١٤٥٠ و ١٤٥١)، مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٨٢/ ٢٠٩٨)، الأوسط لابن المنذر (٢/ ١٥٦/ ٧١٥)، الكامل (٧/ ١٩٣)، سنن الدارقطني (١/ ١١٣)، سنن البيهقي (١/ ٢٦٧).