وقال الطبراني في الأوسط:"لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المسيب إلا علي بن زيد، تفرد به ثابت بن حماد، ولا يروى عن عمار بن ياسر إلا بهذا الإسناد".
وقال الدارقطني:"لم يروه غير ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًّا، وإبراهيم وثابت: ضعيفان".
وقال البيهقي في المعرفة:"لا أعلم روى هذا الحديث عن علي بن زيد، غير ثابت بن حماد هذا، وأحاديثه مناكير ومقلوبات"، هكذا نقله عن أبي أحمد ابن عدي ونسبه إليه، ثم قال:"وكذلك قاله أبو الحسن الدارقطني فيما أخبرنا أبو بكر بن الحارث عنه، قال: لم يروه غيره، وهو ضعيف جدًّا".
وقال في الخلافيات:"باطل لا أصل له، إنما رواه ثابت بن حماد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمار، وعلي بن زيد: غير محتج به، وثابت: متهم بالوضع، والله أعلم".
وقال مثله في السنن الكبرى.
وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي بأن الحديث غير مناسب للباب التي ترجم له البيهقي، وفي رفع شأن علي بن زيد برواية مسلم له مقرونًا بغيره، وفي تفرده في الحكم على ثابت، واتهامه بالوضع، فقال:"وأما كونه متهمًا بالوضع فما رأيت أحدًا بعد الكشف التام ذكره غير البيهقي"، ونقله الزيلعي في نصب الراية (١/ ٢١١)، عن شيخه ابن التركماني، إلا أنه ذكر أنه وجد لثابت بن حماد متابعًا عند الطبراني في معجمه الكبير من حديث: حماد بن سلمة، عن علي بن زيد به، سندًا ومتنًا، وبقية الإسناد: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري: ثنا علي بن بحر: ثنا إبراهيم بن زكريا العجلي: ثنا حماد بن سلمة به".
قلت: ولعل الحافظ ابن حجر تابع الزيلعي على ذلك فقال في التلخيص (١/ ٤٩): "رواه البزار والطبراني من طريق إبراهيم بن زكريا العجلي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد".
ثم استدرك فقال: "ولكن إبراهيم: ضعيف، وقد غلط فيه، إنما يرويه ثابت بن حماد".
قلت: يغلب على ظني أن هذا ما هو إلا تصحيف وقع في نسخهم، وإلا فليس في مسند البزار هذا الطريق بل هو في المسند من طريق إبراهيم بن زكريا عن ثابت بن حماد به، وأما الطبراني فقد قال في الأوسط: "تفرد به ثابت بن حماد"، ولو كان عنده، عن حماد بن سلمة، لما قال هذا، ثم إن الهيثمي في المجمع (١/ ٢٨٣) عزاه للطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار، وأبي يعلى، ثم قال: "ومدار طرقه عند الجميع على ثابت بن حماد، وهو ضعيف جدًّا، والله أعلم".
فكيف يقال بعد هذا بأنه متابَع؛ وعلى فرض وجود هذا الطريق فإنما هو خطأ بيِّن من إبراهيم بن زكريا العجلي، وهو ضعيف يحدث بالبواطيل.