للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وهذه الأحاديث العشرة التي رواها عنه هي بهذا الإسناد؛ قال في بعضها: حدثنا، وفي بعضها: قال.

وقال النووي في المجموع (٢/ ٥٢٣): "وأحمد هذا شيخه، ومثل هذه العبارة محمول على الاتصال، وأن البخاري رواه عنه، كما هو معروف عند أهل هذا الفن، وذلك واضح في علوم الحديث".

الثاني: ورد الحديث في بعض نسخ البخاري بدون زيادة "تبول" وهو بدون هذه الزيادة في الجمع بين الصحيحين للحميدي (٢/ ٤٢٨/ ١٢٧٦)، ولعبد الحق الإشبيلي (١/ ٢٢٤/ ٣٨٧)، واعتمد بعضهم على ذلك في نفي كون البخاري أخرج هذه اللفظة.

• والحق أنها ثابتة في الصحيح، في بعض نسخ البخاري كما في النسخة اليونينية (١/ ٤٥ - ٤٦) وغيرها.

وهي ثابتة من حديث أحمد بن شبيب شيخ البخاري -والذي أخرج الحديث من طريقه-، فقد روى الحديث: أبو نعيم في مستخرجه على البخاري، والبيهقي في سننه: بإسنادهما إلى أحمد بن شبيب به بلفظ: كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت فتى شابًا أعزب، وكانت الكلاب تبول، وتقبل وتدبر في المسجد، فلم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك.

وهذا يدل على أن البخاري اختصر لفظ الحديث واقتصر منه على موضع الشاهد، فلم يذكر قصة المبيت في المسجد، وأما لفظة "تبول" فهي ثابتة في صحيح البخاري لما ذكرت، وهذا ما أشار إليه البيهقي حينما قال في السنن الكبرى (٢/ ٤٢٩): "وليس في بعض النسخ عن أبي عبد الله البخاري: كلمة البول"؛ يعني: أنها ثابتة في البعض الآخر، وانظر: كلام الحافظ ابن حجر في التغليق (٢/ ١٠٩)، وفي الفتح (١/ ٣٣٤)، والقاضي عياض في المشارق (١/ ١٠٠).

• والحديث رواه أيضًا: عبد الله بن وهب، وأيوب بن سويد:

كلاهما عن يونس به هكذا بشقيه، وبلفظة: "تبول".

الثالث: قال أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ١١١): "روى عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر: مبيته في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يذكر إقبال الكلاب، ولا إدبارها وبولها في المسجد، ولم يذكر إلا مبيته خاصة".

• قلت: كأنه بذلك يعل حديث حمزة بن عبد الله بن عمر لاشتماله على هذه الزيادة: وكانت الكلاب تبول، وتقبل وتدبر في المسجد، فلم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك. والتي لم يشتمل عليها لا حديث نافع، ولا حديث سالم عن ابن عمر: في المبيت في المسجد.

• والحق أن حديث حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه حديث مستقل بنفسه، صحيح الإسناد، لا تعله رواية نافع ولا سالم لكونها لم تشتمل على هذه الزيادة، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>