للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن حجر في التقريب (٧٨١) في أم ولد عبد الرحمن بن عوف [كذا] قال: "لا تعرف"، وقال في حميدة (٧٦٣): "مقبولة".

وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٦٠٦): "تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي".

وفي الجهة المقابلة:

فإن هذا الحديث أدخله مالك في موطئه، واحتج به أبو داود، وانتقاه ابن الجارود، ولم يضعفه الترمذي.

وأخذ بهذا الحديث وأفتى به: مالك، والشافعي، وأحمد؛ لكن تأولوه على النجاسة اليابسة دون الرطبة وسيأتي نقل كلامهم.

ولو كان ضعيفًا عندهم لما احتاجوا إلى التأويل.

ونص على تقويته العقيلي، فقال في الضعفاء الكبير (٢/ ٢٥٧): "وهذا إسناد صالح جيد".

وهو عندي كما قال؛ فإن العقيلي كثيرًا ما يجرح الرواة بالجهالة، ويرد أحاديثهم بذلك، إلا أنه هنا قبل حديث مالك هذا، مع أن في إسناده أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ولم يرو عنها سوى محمد بن إبراهيم التيمي، ولا يعرف لها غير هذا الحديث.

وما أحسن ما قاله العلامة أحمد شاكر في تعليقه على جامع الترمذي (١/ ٢٦٦) حيث قال: "والحديث سكت عنه أبو داود، والمنذري، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "هذا الحديث مما رواه مالك فصح، وإن كان غيره لم يره صحيحًا" [عارضة الأحوذي (١/ ١٩٢)].

والعلة فيه جهالة أم الولد هذه، وقال الذهبي في الميزان: "حميدة: سألت أم سلمة، هي أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي"، وأما ابن حجر في التهذيب فإنه لم يجزم بأن حميدة هي أم الولد، بل جوز ذلك فقط، وقال في التقريب إنها مقبولة، وهذا هو الراجح، فإن جهالة الحال في مثل هذه التابعية لا يضر، وخصوصًا مع اختيار مالك حديثها، واخراجه في موطئه، وهو أعرف الناس بأهل المدينة، وأشدهم احتياطًا في الرواية عنهم".

قلت: وهذا تحقيق علمي دقيق؛ فإن إخراج الإمام مالك لهذا الحديث في موطئه بإسناد مدني متصل، مما يجعل النفس تطمئن إلى قبول هذا الحديث، فإن الإمام مالك هو الحكم في حديث أهل المدينة، وفي رجالها، وإخراجه لهذا الحديث في الموطأ مما يعني توثيقًا ضمنيًّا لرجاله فإنه لا يروي إلا عن ثقة عنده، وهذا مما يقوي حال أم ولد إبراهيم، ويرفع من شأنها، ويقوي حديثها هذا؛ لاختيار مالك له وإيداعه في موطئه، وأم ولد إبراهيم هذه: تابعية سألت أم سلمة في مسألة تتعلق بأحكام النساء وذيولهن، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الذي كانت عنده: تابعي، وُلد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: له رؤية،

<<  <  ج: ص:  >  >>