وقال البيهقي في الخلافيات: "ليس لهذه المرأة ذكر في الصحيح، ولا لها اسم معلوم، ولا نسب معروف".
ويقال فيه ما قاله المنذري في كلام الخطابي، بأن جهالة اسم الصحابي لا تضر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات: وموسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي: تابعي ثقة، وأبوه: صحابي صغير، وليس في شيء من طرق هذا الحديث ذكر سماع موسى من المرأة الأشهلية.
إلا أنه يبقى شاهدًا جيدًا لحديث أم سلمة المتقدم.
• وله شاهد آخر في المعنى إلا أنه لا يصح، ولا يصلح مثله من الشواهد:
يرويه إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي هريرة، قال: قيل: يا رسول الله! إنا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرض يطهر بعضها بعضًا".
أخرجه ابن ماجه (٥٣٢)، وابن عدي في الكامل (١/ ٢٣٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٠٦)، وفي المعرفة (٢/ ٢٢٩/ ١٢٣٥).
قال ابن عدي بعد أن أخرجه في آخر جملة أحاديث أنكرها على إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، قال: "ولم أجد له أوحش من هذه الأحاديث".
وقال البيهقي في الكبرى: "وهذا إسناد ليس بالقوي".
وقال في المعرفة: "وهذا إسناد ضعيف".
وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ٢٧٨): "وهذا إسناد ضعيف".
قلت: هو حديث منكر، لتفرد إبراهيم بن إسماعيل اليشكري به، عن ابن أبي حبيبة، واليشكري هذا: مجهول الحال، قاله ابن حجر في التقريب (٥٧)، وقال الذهبي في الميزان (١/ ٢٠)، وفي المغني (١/ ١٠): "لا يعرف حاله"، قلت: لم يرو عنه سوى اثنين أو ثلاثة ولم يوثق، فهو غير معروف بالطلب، وتفرد مثله في مثل هذه الطبقة المتأخرة يعد منكرًا.
وشيخه: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة: ضعيف، وقد تفرد هنا بإسناد اتفق عليه الشيخان، وهو: داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أبي هريرة، فقد أخرجا به حديث العرايا [البخاري (٢١٩٠ و ٢٣٨٢)، مسلم (١٥٤١)]، وانفرد مسلم بإخراج حديث ذي اليدين بهذا الإسناد [مسلم (٥٧٣)].
• وحاصل ما تقدم: أن حديث أم سلمة صحيح بشاهده من حديث الأشهلية، والله أعلم.
• وأما معنى الحديث:
فقد تأوله الجمهور على اليابس من النجاسة دون الرطب:
١ - فقد قال مالك: "معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدرع: "يطهره ما بعده": هذا في القشب اليابس" [المدونة (١/ ١٩)].