للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقبري، ومرة يسقطه، ثم إنه خالف وانفرد، فذكر في الإسناد محمد بن عجلان بين الأوزاعي، وسعيد المقبري، وأصحاب الأوزاعي الثقات الحفاظ لا يذكرونه، والصنعاني هذا ليس بذلك الحافظ الذي تقبل زيادته، أو يقبل تعيينه لمبهم؛ في مثل هذا.

ولو كان الواسطة بين الأوزاعي، والمقبري مشهورًا بالصدق، والعدالة، مثل ابن عجلان، لصاح به الوليد بن مسلم ولم يدلسه، ولحفظه عنه ثقات أصحابه المتقنون، مثل: الوليد بن مزيد، وغيره.

ثم إن الحديث معروف عن ابن عجلان بإسناد آخر، ولفظ مختلف، موقوف على عائشة - رضي الله عنها -.

فقد روى عبد الرزاق في مصنفه (١/ ٣٤/ ١٠٦)، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد: أن امرأة سألت عائشة، عن المرأة تجر ذيلها إذا خرجت إلى المسجد، فتصيب المكان الذي ليس بطاهر؟ قالت: فإنها تمر على المكان الطاهر فيطهره.

قلت: وهذا هو المحفوظ، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، في ذلك، وأما رواية محمد بن كئير الصنعاني فشاذة مردودة.

قال البزار (١٥/ ١٣٢): "وهذا الحديث قد رواه غير الأوزاعي، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن رجل، والحديث فلا يثبت".

إذا علمت ذلك علمت ما في قول ابن حبان والحاكم:

قال ابن حبان: "يجوز أن يكون الأوزاعي سمعه من ابن عجلان، عن سعيد، ثم سمعه من سعيد" [الإتحاف (١٥/ ٤٧١/ ١٩٧١٤)].

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فإن محمد بن كثير الصنعاني هذا: صدوق، وقد حفظ في إسناده ذكر ابن عجلان، ولم يخرجاه".

قلت: الوليد بن مزيد، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة، وعمر بن عبد الواحد: أحفظ، وأضبط، وأكثر من محمد بن كثير الصنعاني فإنه كثير الغلط؛ لا يعتمد على حفظه، والله أعلم.

قال العقيلي: "ولا يصح ابن عجلان فيه".

وقال البيهقي في الخلافيات بعد حديث الصنعاني بطريقيه: "وخالفه أصحاب الأوزاعي في إقامة إسناده، ... [فأسنده من طريق الوليد بن مزيد عن الأوزاعي ثم قال:] وكذلك رواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعمر بن عبد الواحد، وهم أعرف بالأوزاعي من الصنعاني، فصار الحديث بذلك معلولًا ... ".

وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ١٢٦) بعد ما أعله بالصنعاني، قال: "وهو: ضعيف، وأضعف ما هو في الأوزاعي"، ثم ذكر كلام أحمد وابن المديني فيه، ثم قال: "فعلى هذا لا ينبغي أن يظن بهذا الحديث أنه صحيح من هذا الطريق، فاعلم ذلك".

وانظر: الإمام (٣/ ٤٦٠)، البدر المنير (٤/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>