قلت: يحتمل لو كان الحديث إنما يعرف بابن سمعان، كما هو الحال في الوجه الأول من الشذوذ.
لكن هذا الحديث مشهور عن سعيد المقبري، وهو حديث صحيح؛ كما قال الحاكم [قوله مذكور في الإتحاف (١٥/ ٤٧٥/ ١٩٧٢٢)، ساقط من المطبوع، وفي التلخيص: "على شرطهما"]، وصححه ابن حبان.
١ - رواه ابن سمعان [متروك، متهم بالكذب]، عن سعيد المقبري، واختلف عليه:
فرواه مرة: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
ومرة: عن سعيد، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
أخرجه عبد الرزاق (١/ ٣٨٩/ ١٥١٩)، والعقيلي (٢/ ٦٥١)، وابن عدي (٤/ ١٢٦)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/ ٥٧٤).
٢ - ورواه أبن أبي ذئب [محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري، أبو الحارث المدني: ثقة، فقيه فاضل، من أثبت الناس في سعيد المقبري. التقريب (٥٤٨)، شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٠)]، واختلف عليه:
أ- فرواه وكيع بن الجراح [كوفي، ثقة حافظ]، وعمار بن عبد الجبار [صدوق، وهو مروزي، وكان قد نزل بغداد مدة وحدث بها، ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى آخر عمره. التاريخ الكبير (٧/ ٣٠)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٣)، الثقات (٨/ ٥١٨)، سؤالات مسعود السجزي (٥٨)، الإرشاد (٣/ ٨٩٧)، تاريخ بغداد (١٢/ ٢٥٤)، تاريخ الإسلام (١٤/ ٢٧٥) و (١٥/ ٣١٦)، الميزان (٣/ ١٦٥)، اللسان (٦/ ٤٦)]:
كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، قال: قلت لأبي هريرة: كيف أصنع بنعلي إذا صليت؟ قال: اجعلهما بين رجليك، ولا تؤذ بهما مسلمًا.
زاد عمار: أو البسهما، فلا بأس بذلك.
هكذا موقوفًا على أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٨٢/ ٧٨٩٦)، والعقيلي (٢/ ٦٥٢).
ب- وخالفهما فرواه. مرفوعًا: شبابة [هو: ابن سوار المدائني، أصله من خراسان، خرج إلى مكة وأقام بها إلى أن مات. وهو ثقة حافظ، رمي بالإرجاء. التهذيب (٢/ ١٤٨)، التقريب (٢٦٥)]، قال: نا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم فليجعل نعليه بين رجليه".
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٨٢/ ٧٨٩٩)، والبزار (١٥/ ١٢٨/ ٨٤٣٢)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٢٨٤٦)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١١٩/ ٢٥٠٣)، والعقيلي (٢/ ٦٥٢).
ولعله كان عند ابن أبي ذئب على الوجهين فحدث بهما كما سمع، وإلا ففي حديث العراقيين عنه وهم كبير [انظر: التمييز للإمام مسلم ص (١٩١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٠)].
٣ - ورواه عياض بن عبد الله [هو: ابن عبد الرحمن بن معمر الفهري القرشي