للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحمل فيها على شيخ الأوزاعي المبهم، ولو كان ثقة لصاح به الأوزاعي وأصحابه لا سيما الوليد بن مسلم الذي سوى الحديث وأسقط الواسطة.

وأما إسناد ابن سمعان فليس طريقًا سهلًا مسلوكًا، والله أعلم.

ولو افترضنا صحة رواية يحيى بن حمزة، وأنها محفوظة عن الأوزاعي، ورجالها ثقات، فإنها ضعيفة أيضًا؛ لإرسالها، فإن القعقاع لم يسمع من عائشة، نص عليه البيهقي، كما تقدم، وانظر: تحفة التحصيل (٢٦٧).

• والقعقاع يدخل بينه وبين عائشة واسطة:

١ - فتارة يروي عن أبي يونس مولى عائشة، عن عائشة: انظر: صحيح مسلم (٦٢٩)، الموطأ (١/ ٢٠٠ - ٢٠١/ ٣٦٧)، سنن أبي داود (٤١٠)، سنن النسائي (١/ ٢٣٦/ ٤٧٢)، جامع الترمذي (٢٩٨٢)، مسند أحمد (٦/ ٧٣ و ١٧٨)، وغيرها.

٢ - وتارة يروي عن القاسم بن محمد، عن عائشة: انظر: مصنف ابن أبي شيبة (٧/ ٨٧/ ٣٤٤٠٣)، مسند إسحاق (٢/ ٤١٤/ ٩٧٠)، مستدرك الحاكم (٤/ ١٠٥).

٣ - وتارة يروي عن جدته رمثة، عن عائشة: انظر: مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ١٧٥/ ٧٨١٣)، مسند مسدد (٦٥٠ - مطالب).

لكن الصواب: أن رواية يحيى بن حمزة هذه شاذة، كما تقدم بيانه.

• هذا وجه من الشذوذ.

• ووجه آخر من شذوذ رواية يحيى بن حمزة هذه إسنادًا ومتنًا: أن حديث الأوزاعي عن محمد بن الوليد الزبيدي يعرف بغير هذا الإسناد والمتن:

فقد روى أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج [ثقة، من أصحاب الأوزاعي]، وبشر بن بكر [ثقة، من أصحاب الأوزاعي]، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين [كاتب الأوزاعي، ولم يرو عن غيره، صدوق ربما أخطأ]، وعمرو بن أبي سلمة [دمشقي، صدوق له أوهام]، ومحمد بن كثير الصنعاني [صدوق كثير الغلط]، وشعيب بن إسحاق [بصري ثم دمشقي، ثقة]، وبقية بن الوليد [صدوق، مشهور بالتدليس] (٧):

رواه سبعتهم عن الأوزاعي: حدثني محمد بن الوليد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم فخلع نعليه، فلا يؤذ بهما أحدًا، ليجعلهما بين رجليه، أو ليصل فيهما".

أخرجه أبو داود (٦٥٥)، وابن حبان (٥/ ٥٥٧/ ٢١٨٢)، والحاكم (١/ ٢٦٠)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١١٨/ ٢٥٠٢)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٦٥٢ - ط الصميعي)، والطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٧٤ - ٧٥/ ١٨٢٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤٣٢)، وفي الآداب (٧٧٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٤/ ١٠٣).

قال العقيلي: "ولعل الزبيدي أخذه عن ابن سمعان".

<<  <  ج: ص:  >  >>