عن عائشة - رضي الله عنها -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وطئ أحدكم بنعليه الأذى؛ فإن التراب لهما طهور".
أخرجه البيهقي في الخلافيات (١/ ١٤٢/ ١١).
وتقدم نقل كلامه فيه.
٣ - ورواه يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، عن سعيد المقبري، عن القعقاع بن حكيم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يطأ بنعليه في الأذى؟ قال: "التراب لهما طهور".
أخرجه أبو يعلى في مسنده (٨/ ٢٨٣/ ٤٨٦٩)، وعنه: ابن عدي في الكامل (٤/ ١٢٦)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٦٥٢ - ط الصميعي)، والطبراني في الأوسط (/ ٣/ ١٤٨ ٢٧٥٩)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ١٢٥).
وذكره الدارقطني في العلل (٨/ ١٦٠/ ١٤٧٩) و (٥/ ٧٩ ب- ١٨٠) (١٤/ ٣٣٧/ ٣٦٨٢)، ومن طريقه: أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٣٤/ ٤٦ ٥)، وانظر: الفوائد المنتقاة لأبي الحسن الحربي (٥٤).
وكما ترى فإن الرواة عن ابن سمعان كلهم ثقات، وإنما هو اضطراب من ابن سمعان، فإنه: متروك، متهم بالكذب.
قال الدارقطني في الموضع الثاني: "مدار الحديث على ابن سمعان، وهو ضعيف".
ونقل ابن الملقن في البدر المنير (٤/ ١٣٢) عنه قوله: "وهذا الحديث أشبه بالصواب من غيره من الطرق مع ضعفه".
وقال الدارقطني في الموضع الأول بعدما ذكر الاختلاف على الأوزاعي في حديث أبي هريرة، ثم أتبعه بحديث ابن سمعان [واقتصر على ذكر الرواية الثالثة عندنا]، قال: "وهو أشبهها بالصواب، وإن كان ابن سمعان متروكًا".
قلت: أما حديث ابن سمعان: فهو حديث مضطرب الإسناد، ساقط؛ وابن سمعان: متروك، متهم بالكذب.
وأما حديث الأوزاعي: فالمحفوظ فيه: هو ما رواه جماعة الحفاظ من أصحابه: الوليد بن مزيد، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وعمر بن عبد الواحد: عن الأوزاعي، قال: أنبئت أن سعيد بن أبي سعيد المقبري، حدث عن أبيه، عن أبي هريرة به مرفوعًا.
وهذا إسناد ضعيف، لأجل انقطاعه بين الأوزاعي وسعيد المقبري، والجهل بحال الواسطة بينهما، وقد ضعفه ابن عبد البر، وأعله بالاضطراب، ولا يصح كما ترى [التمهيد (٥/ ١١٠)، الاستذكار (١/ ١٧٢)].
وأما كون الامام الدارقطني يذهب إلى ترجيح رواية ابن سمعان المتروك على رواية الإمام الحافظ الثبت أبي عمرو الأوزاعي، فذلك لكون رواية الأوزاعي فيها سلوك للجادة،