بما تفرد به عن عمه ثمامة عن أنس، كما هو الأمر هاهنا ولا تعلم له علة، فهو صحيح، اعتمادًا على تصرف البخاري، واحتجاجه بهذه السلسلة الدال على استقامة الأحاديث المروية بهذا السند، إلا ما كان معلولًا، قال الحافظ في هدي الساري (٤٣٦) بعد أن ذكر أقوال المعدلين والمجرحين قال: "لم أر البخاري احتج به إلا من روايته عن عمه ثمامة، فعنده عنه أحاديث.
وأخرجه له من روايته عن ثابت عن أنس حديثًا توبع فيه عنده، وهو في فضائل القرآن.
وأخرج له أيضًا في اللباس: عن مسلم بن إبراهيم عنه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، في النهي عن القزع بمتابعة نافع، وغيره عن ابن عمر".
٢ - حديث ابن مسعود:
أ- يرويه زهير بن معاوية، قال: نا أبو حمزة، قال: نا إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: خلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعليه، فخلع من خلفه، فقال: "ما حملكم أن خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال: "إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرًا، فخلعتهما لذلك، فلا تخلعوا نعالكم".
أخرجه الحاكم (١/ ١٤٠)، وابن أبي شيبة في المسند (٣٣٤)، والبزار (٥/ ١٦/ ١٥٧٠)، والطبراني في الأوسط (٥/ ١٨٣/ ٥٠١٧)، وفي الكبير (١٠/ ٦٨/ ٩٩٧٢).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا من حديث أبي حمزة عنه".
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي حمزة إلا زهير".
قلت: زهير: ثقة؛ وإنما آفته: أبو حمزة ميمون الأعور القصاب الكوفي الراعي: ضعيف، وهو في إبراهيم النخعي: ضعيف جدًّا، قال ابن عدي: "وأحاديثه التي يرويها خاصة عن إبراهيم مما لا يتابع عليها" [لكامل (٦/ ٤١٣)، التهذيب (٤/ ٢٠٠)].
فهو منكر من حديث إبراهيم النخعي.
ب- ورواه محمد بن جابر [هو: ابن سيار بن طلق السحيمي الحنفي اليمامي: كان أعمى، يلحق في كتبه ما ليس من حديثه، ثم ذهبت كتبه في آخر عمره وساء حفظه، وكان يلقن. التهذيب (٣/ ٥٢٧)]، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في نعليه ... فذكر الحديث بنحوه إلى قوله: "فأخبرني أن فيها قذرًا".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٥٢).
في ترجمة محمد بن جابر هذا ثم قال: "وهذا الحديث يرويه محمد بن جابر عن أبي إسحاق"؛ يعني: إنما يعرف به؛ بهذا الإسناد.
وقد أخطأ ابن جابر في هذا الإسناد فزاد فيه إبراهيم النخعي، وليس محفوظًا فيه، إنما يرويه أبو إسحاق السبيعي عن علقمة، ولم يسمعه منه.