ثلاثتهم عن حماد: أنبأنا ثابت، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فحكها بيده.
أخرجه أحمد (٣/ ٢١٢ و ٢٣٨ و ٢٥٢)، وأبو يعلى (٦/ ٢٢٣/ ٣٥٠٦).
ورواه عبد الصمد أيضًا، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بزق في ثوبه -وهو في الصلاة- ثم دلكه.
أخرجه ابن ماجه (١٠٢٤).
وهو حديث صحيح على شرط مسلم، إلا أن زيادة: "وهو في الصلاة": زيادة شاذة؛ تفرد بها عبد الصمد في حديث أنس.
***
٣٩٠ - . . . حماد، عن حميد، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله.
• حديث صحيح.
أخرجه عمر بن شبة أبو زيد النميري في أخبار المدينة (٥٥ و ٥٧).
رواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد به.
ورواه عمر بن شبة، عن عفان، وموسى بن إسماعيل عن حماد به، وأحال لفظه على لفظ حديث عفان، عن حماد، عن ثابت، عن أبي نضرة: المرسل، المطول.
وقد أُعل هذا الحديث بما ليس بعلة:
فقد روى عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/ ٢٤٠): "نا صالح: نا علي، قال: سمعت يحيى، يقول: كان حماد بن سلمة، يقول: حديث حميد عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بزق في ثوبه، ثم دلك بعضه ببعض؛ إنما رواه حميد، عن ثابت، عن أبي نضرة.
قال يحيى: ولم يقل شيئًا، هذا قد رواه قتادة عن أنس".
قلت: إعلال حماد بن سلمة لحديث حميد، عن أنس، بحديث أبي نضرة المرسل؛ ليس بصحيح لأمور منها:
١ - أن الحديث محفوظ، عن ثابت، عن أنس؛ كما تقدم.
٢ - أن الحديث مشهور، عن أنس، رواه عنه: حميد، وثابت، وقتادة، وغيرهم.
٣ - أن حديث حميد مشهور عنه، رواه عنه جماعة من أصحابه الثقات، ولم يختلفوا عليه.
٤ - أن حميدًا قد سمعه من أنس مباشرة بلا واسطة فقد ورد التصريح بسماعه منه في رواية: سفيان بن عيينة [عند الحميدي (١٢١٩)]، ومعتمر بن سليمان التيمي [عند عبد الرزاق (١٦٩٢)]، ويحيى بن أيوب [علقه البخاري (٢٤١ م)].
وبذا يظهر معنى قول يحيى بن سعيد القطان في إعلال حماد بن سلمة للحديث: "ولم يقل شيئًا"؛ يعني: أن الحديث صحيح ثابت.