رواه ثلاثتهم، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - ووقفه: محمد بن جعفر، غندر [ثقة من أثبت أصحاب شعبة]، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي [ثقة]:
كلاهما، عن شعبة به موقوفًا على ابن عمرو.
٣ - ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي [ثقة]، وعبيد الله بن موسى [ثقة]، وعثمان بن عمر بن فارس العبدي [ثقة]، ومحمد بن الحسن الشيباني [الفقيه صاحب أبي حنيفة، ثقة]، ويحيى بن أبي بكير أبو زكريا الكرماني [كوفي الأصل، سكن بغداد: ثقة]: رواه خمستهم؛ عن شعبة به.
قالوا: قال شعبة: رفعه مرة، ولم يرفعه مرتين.
يعني: قتادة كما صرح بذلك في رواية الطيالسي الآتية.
وفي رواية يحيى بن أبي بكير [عند: أحمد، وابن المنذر] قال: "لم يرفعه مرتين، قال: وسألته الثالثة، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
٤ - ورواه أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ، من أصحاب شعبة]، وعمرو بن مرزوق الباهلي [ثقة]:
كلاهما عن شعبة به، وقالا: قال شعبة: "أحيانًا يرفعه، وأحيانًا لا يرفعه"، زاد الطيالسي في رواية النسائي: "كان قتادة يرفعه. . ."، فتعين المبهم.
وهذه الرواية قد أبهم فيها عدد الأحايين، ورواية الجماعة المتقدمة تبين أنه رفعه مرة، ولم يرفعه مرتين، وأن عدم الرفع كان هو المتقدم، فلما سأل شعبة قتادة رفعه، وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فثبت الرفع.
وبهذا يتبين أن رواية غندر، وابن أبي عدي الموقوفة لا تعل رواية الرفع، وأن قتادة كان يقصر به أحيانًا فيوقفه، وهو عنده مرفوع، فلما استثبته شعبة أعلمه بأنه مرفوع، فدل على أن الوقف تقصير من قتادة نفسه، ولذلك فإن شعبة أحيانًا كان يجزم برفعه لا يذكر غيره، كلما في رواية أثبت الناس عنه: معاذ بن معاذ العنبري وغيره.
تنبيهان:
الأول: انفرد محمد بن يزيد الواسطي [وهو: ثقة ثبت]، فقال في روايته: "حمرة الشفق"، فخالف بذلك رواية الجماعة، عن شعبة (١١) [وفيهم من أثبت أصحابه معاذ العنبري وغندر وغيرهما]، فقالوا في روايتهم: "ثور الشفق"، وهو المحفوظ، ورواية محمد بن بزيد الواسطي: شاذة.
قال ابن خزيمة: "فلو صحت هذه اللفظة في هذا الخبر؛ لكان في هذا الخبر بيان أن الشفق الحمرة، إلا أن هذه اللفظة تفرد بها محمد بن يزيد؛ إن كانت حفظت عنه، وإنما قال أصحاب شعبة في هذا الخبر: "ثور الشفق"، مكان ما قال محمد بن يزيد: "حمرة الشفق"".