قال: حديث قتادة مرفوع أصح، وقتادة أحفظ، ويزيد الرشك: ليس به بأس".
وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ٤٢٨/ ٣٧٧٧) (٥/ ١٠٦/ أ): "ورفعه صحيح".
وقال البيهقي: "ورواه أبو قلابة وغيره عن معاذة العدوية فلم يسنده إلى فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقتادة حافظ".
وصححه ابن حبان، وقال النووي في المجموع (٢/ ١٢١): "حديث صحيح".
قلت: قتادة حافظ متقن يعتمد على حفظه، تقبل زيادته، فهو حديث صحيح، كما قال الترمذي، وقد صحح الرفع: أبو زرعة والدارقطني والبيهقي، واحتج به أحمد في رواية حنبل.
• وله في الرفع إسنادان آخران:
أ- قال الطبراني في الأوسط (٥/ ٣٢٣/ ٥٤٣٥): حدثنا محمد بن جعفر الرازي، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، كانت تقول: مروا أزواجكن فليغسلوا عنهم أثر البول والغائط؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر بفعله.
ثم قال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أيوب بن عتبة".
وفي سند الطبراني تصحيف صححته من علل الدارقطني (١٤/ ٤٢٩) (٥/ ١٠٦/ أ).
وهذا إسناد ضعيف، فإن أيوب بن عتبة اليمامي: الصحيح فيه التفصيل: فما حدث به باليمامة فإنه صحيح لأنه حدث به من كتابه، وكان كتابه من أصح الكتب، وما حدث به بالعراق فمن حفظه، وكان لا يحفظ ولا يعرف صحيح حديثه من سقيمه، فكان يهم ويغلط حتى كثرت المناكير في حديثه، فضعف لذلك، وبسبب هذا ضعفه الجمهور [التهذيب (١/ ٢٥٦)، إكمال مغلطاي (٢/ ٣٣٨)، منهج النسائي في الجرح والتعديل (٣/ ١٢١٢)]، وهذا الحديث من ضعيف حديثه فإنه من رواية العراقيين عنه.
ب- ورواه مرفوعًا أيضًا: الأوزاعي، قال: حدثني شداد أبو عمار، عن عائشة: أن نسوة من أهل البصرة دخلن عليها فأمرتهن أن يستنجين بالماء، وقالت: مرن أزواجكن بذلك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله، وهو شفاء من الباسور. عائشة تقوله أو أبو عمار.
أخرجه أحمد (٦/ ٩٣)، وإسحاق (٣/ ٩٩٧/ ١٧٢٦)، والبيهقي (١/ ١٠٦).
وشداد بن عبد الله أبو عمار: ثقة؛ إلا أنه يرسل.
قال البيهقي: "قال الإمام أحمد رحمه الله: هذا مرسل، أبو عمار شداد لا أراه أدرك عائشة" وانظر: نصب الراية (١/ ٢١٣).
فهو منقطع، ورجاله ثقات.
• وله في الوقف إسناد آخر:
يرويه ابن سيرين عن عائشة به دون المرفوع.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٤١/ ١٦١٩).