قلت لأبي: فما قولك في حديث عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ الذي أنكره يحيى؟.
قال: هو عندي صحيح، وحدثنا أحمد بن حنبل رحمه اللهُ بالحديثين جميعًا، عن إسحاق الأزرق.
قلت لأبي: فما بال يحيى نظر في كتاب إسحاق فلم يجده؟
قال: كيف؟ نظر في كتبه كله؟! [كذا في العلل، وفي البدر المنير (٣/ ٢١٨): كلها] , إنما نظر في بعض، وربما كان [في] موضع آخر".
• وأخيرًا فإن حديث المغيرة بن شعبة قد أعله أبو حاتم الرازي:
بما رواه أبو عوانة، عن طارق، عن قيس، قال: سمعت عمر بن الخطاب -قوله-: أبردوا بالصلاة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٣٣)، وذكره ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٣٦/ ٣٧٦).
قال أبو حاتم: "أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث.
قال ابن أبي حاتم: قلت: فأيهما أشبه؟
قال: كأنه هذا -يعني: حديث عمر-.
ثم قال: قال أبي في موضع آخر: لو كان عند قيس: عن المغيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يحتج أن يفتقر إلى أن يحدث عن عمر موقوفًا".
قلت: طارق المذكور في هذا الإسناد؛ هو طارق بن عبد الرحمن الأحمسي البجلي الكوفي: قال ابن معين، وابن نمير، والعجلي، والدارقطني، ويعقوب بن سفيان: "ثقة", وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "لا بأس به، يكتب حديثه، يشبه حديثه حديث مخارق الأحمسي"، وقال ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له البخاري ومسلم [البخاري (٤١٦٣ - ٤١٦٥)، مسلم (١٨٥٩)] أثرًا عن سعيد بن المسيب، عن أبيه في شجرة بيعة الرضوان.
لكن قال أحمد بن حنبل: "ليس حديثه بذاك، هو دون مخارق بن خليفة" وقال مرة: "موسى الجهني أعجب إلى من طارق، وطارق في حديثه بعض الضعف"، وقال يحيى بن سعيد القطان: "طارق بن عبد الرحمن ليس عندي بأقوى من ابن حرملة، وطارق، وإبراهيم بن مهاجر: يجريان مجرى واحد".
قلت: عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وإبراهيم بن مهاجر: صدوقان، سيئا الحفظ، وكان يحيى بن سعيد يضعفهما [انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٣٥٣)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٨٥)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ٣٧٥/ ٧٢١) و (٣/ ٢٩/ ٤٠٢٣)، معرفة الثقات (٧٨٨)، الثقات (٤/ ٣٩٥)، المعرفة والتاريخ (٣/ ١٨١)، سؤالات الحاكم (٣٦٦)، ضعفاء