للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العقيلي (٢/ ٢٢٧)، الكامل (٤/ ١١٤)، التعديل والتجريح (٢/ ٦٠٦)، الميزان (٢/ ٣٣٢)، إكمال مغلطاي (٧/ ٤٧)، التهذيب (٢/ ٢٣٣)، وغيرها].

قلت: وعلى هذا فهو كما قال الحافظ في التقريب (٢٨٨): "صدوق له أوهام"، فكيف تقدم روايته على رواية الثقة المثبت: بيان بن بشر؟!

فإن قيل: ليس الحمل فيه على بيان فإنه أحفظ وأضبط من طارق، ولكن لعله أتى من قبل شريك فإنه سيئ الحفظ، وكان الخطأ في أصوله، كما قال يحيى بن سعيد القطان [شرح العلل (٢/ ٧٦٠)].

فيقال: لو كان الأمر كذلك، أي انفرد به شريك عن بيان، لكانت رواية أبي عوانة، عن طارق أولى بالتقديم، وأشبه بالصواب؛ كما قال أبو حاتم، ولكن شريكًا لم ينفرد به، بل تابعه إسماعيل بن مجالد -وهو صدوق يخطئ-، فزال بذلك التفرد، واطمأنت النفس إلى ثبوت الحديث عن بيان به، ولذلك فإن البخاري علل قوله يكون الحديث محفوظًا؛ بأن شريكًا لم يتفرد به، بل توبع عليه.

ولذلك فإن قول البخاري وأحمد -عندي- أقرب إلى الصواب.

• وعليه: فإن حديث المغيرة بن شعبة: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر بالهاجرة، فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم" حديث صحيح؛ يحتج به على أن الإبراد كان آخر الأمرين، وأنه ناسخ للأمر بالتعجيل، كما ذهب إلى ذلك -أي: النسخ-: أحمد، والأثرم، والطحاوي [فتح الباري لابن رجب (٣/ ٦٩)، شرح المعاني (١/ ١٨٧)] , والقول بالنسخ هو ظاهر النص، ويؤخذ أيضًا من تأخر إسلام المغيرة بن شعبة، وأبي هريرة -راوي حديث الأمر بالإبراد-.

قال أبو بكر بن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٦١): "فإن دفع بعض الناس قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة" بخبر خباب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرمضاء فما أشكانا؛ فقد يكون امتنع من ذلك في وقت، ثم رخص لهم بعد ذلك في تأخير الظهر وأمرهم به، وقد روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرًا مفسرًا يدل على صحة ما قلناه ... [ثم أسند حديث المغيرة ثم قال:] فقد أخبر المغيرة بالمعنى الأول الذي ذكره خباب من تعجيلهم صلاة الظهر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخبر بأنه قال لهم: "أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم" فوافق خبابًا في تعجيل الظهر، وزاد ما ليس في خبر خباب مما نقلهم إليه في تأخير الظهر في شدة الحر".

وانظر معنى حديث خباب والجواب عنه في: تأويل مختلف الحديث (١١٠)، غريب ابن قتيبة (١/ ٦٠٩)، تهذيب اللغة (١٠/ ١٦٤)، النهاية (٢/ ٤٩٧)، فتح الباري لابن رجب (٢/ ٢٧١) و (٣/ ٦٩)، طرح التثريب (٢/ ١٤١)، وغيرها.

• واحتجوا أيضًا بحديث أنس بن مالك:

الذي يرويه أبو خلدة خالد بن دينار، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: كان

<<  <  ج: ص:  >  >>