• وحديث أنس جاء معناه من طرق كثيرة عنه؛ فمنها:
١ - مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أنه قال: كنا نصلي العصر، ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف، فيجدهم يصلون العصر.
رواه مالك في الموطأ (١٠).
ومن طريقه أخرجه: البخاري (٥٤٨)، ومسلم (٦٢١/ ١٩٤)، وأبو عوانة (١/ ٢٩٤/ ١٠٣٥)، وأبو نعيم في المستخرج (٢/ ٢١٧/ ١٣٨٩)، والنسائي (١/ ٢٥٢/ ٥٠٦)، وعبد الرزاق (١/ ٥٤٩/ ٢٠٧٩)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٠٥١)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١٦٣٠)، والطحاوي (١/ ١٩٠)، والجوهري في مسند الموطأ (٢٧٣)، والدارقطني (١/ ٢٥٣)، والبيهقي (١/ ٤٤٣).
قال الجوهري: "هذا حديث موقوف، وقد رواه في غير الموطأ: عبد الله بن المبارك، عن مالك مسندًا".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢١٦): "هذا يدخل في المسند، وهو الأغلب من أمره، وكذلك رواه جماعة الرواة للموطأ عن مالك، وقد رواه عبد الله بن المبارك، عن مالك، عن إسحاق، عن أنس، قال: كنا نصلي العصر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره مسندًا.
وكذلك رواه عتيق بن يعقوب الزبيري، عن مالك كرواية ابن المبارك.
ومعني هذا الحديث: السعة في وقت العصر، وأن الناس في ذلك الوقت، وهم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تكن صلاتهم في فور واحد، لعلمهم بما أبيح لهم من سعة الوقت".
وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ١٠١): "والرواية المشهورة عن مالك في معني المرفوع؛ لأن أنسًا إنما أخرجه في مخرج الاستدلال به علي تعجيل العصر ...
وفي الحديث: دليل على جواز تأخير العصر، ما لم يدخل وقت الكراهة، فإن الصحابة فيهم من كان يؤخرها عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عهده، والظاهر أنه كان يعلم ذلك ويقر عليه".
وقال النووي في شرح مسلم (٥/ ١٢٢): "قال العلماء: منازل بني عمرو بن عوف على ميلين من المدينة [قال في الفتح (٢/ ٣٤): "أي: بقباء لأنها كانت منازلهم"].
وهذا يدل علي المبالغة في تعجيل صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت صلاة بني عمرو في وسط الوقت، ولولا هذا لم يكن فيه حجة، ولعل تأخير بني عمرو لكونهم كانوا أهل أعمال في حروثهم وزروعهم وحوايطهم، فإذا فرغوا من أعمالهم تأهبوا للصلاة بالطهارة وغيرها، ثم اجتمعوا لها فتتأخر صلاتهم إلى وسط الوقت لهذا المعنى" [وانظر: الفتح (٢/ ٣٥)].
٢ - عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل، يقول: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على