للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو أيضًا أشهر رجالًا بالفقه وأحفظ.

ومع حديث عائشة ثلاثة كلهم يروون عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مثل معنى حديث عائشة: زيد بن ثابت، وسهل بن سعد [وذكر في موضع آخر: وأنس بن مالك].

وهذا أشبه بسنن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من حديث رافع بن خديج ... "، إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى، وذكر نحوه في اختلاف الحديث (١٠/ ١٦٢ - الأم).

وقال أحمد في مسائل ابن هانئ عنه (١/ ٣٩ - ٤٠): "الحديث في التغليس: أقوى".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٩/ ١٢١) بأن أحاديث التغليس: "أثبت من جهة النقل".

• ومن وجوه تفضيل التغليس على الإسفار: عمل الخلفاء الراشدين؛ لحديث ابن عمر المتقدم الذي يرويه نهيك بن يريم.

قال ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٨٠): "فدلت هذه الأخبار ... على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي الصبح بغلس، ودل على مثل ذلك الأخبار المذكورة في باب: ذكر استحباب تعجيل الصلوات في أوائل أوقاتها.

وكذلك كان فعل أبي بكر وعمر.

والتغليس بالصبح: أشبه بظاهر كتاب الله ... [فذكر نحوًا من كلام الشَّافعي إلى أن قال:]

وثبوت أبي بكر وعمر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التغليس دال على صحة هذا القول، ... ".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٣٠٧): "صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر، وعثمان: أنهم كانوا يغلسون، ومحال أن يتركوا الأفضل، ويأتوا الدون، وهم النهاية في إتيان الفضائل.

ولا معنى لقول من احتج بأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يخير بين أمرين قط إلَّا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا؛ لأنَّه معلوم أن الإسفار أيسر على النَّاس من التغليس، وقد اختار التغليس لفضله ... ،".

ونختم الباب ببعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيِّم في هذه المسألة:

ففي مجموع الفتاوى (٢٢/ ٩٥): "وسئل: هل التغليس أفضل أم الإسفار؟

فأجاب: الحمد لله، بل التغليس أفضل، إذا لم يكن ثم سبب يقتضي التأخير، فإن الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تبيّن أنَّه كان يغلس بصلاة الفجر، كما في الصحيحين عن - رضي الله عنها - . . . [فذكره وذكر حديث أبي برزة الأسلمي إلى أن قال:] وهكذا في الصَّحيح من غير هذا الوجه أنَّه كان يغلس بالفجر، وكذلك خلفاؤه الراشدون بعده، وكان بعده أمراء يؤخرون الصَّلاة عن وقتها، فنشأ في دولتهم فقهاء رأوا عادتهم، فظنوا أن تأخير الفجر والعصر أفضل من تقديمها، وذلك غلط في السنة، واحتجوا بما رواه

<<  <  ج: ص:  >  >>