للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلَّا أبو غسان وهشام بن سعد".

قلت: لم أقف على طريق هشام عن زيد بهذا الإسناد.

وقال في الموضع الثَّاني: "لم يرو هذا الحديث عن زيد بن أسلم إلَّا أبو غسان، تفرد به: آدم".

قلت: لم ينفرد به آدم بن أبي إياس، بل تابعه عليه: يزيد بن هارون، وحسين بن محمَّد بن بهرام التميمي؛ وهم ثقات.

وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الصنابحي عن عبادة، ومشهوره: رواية ابن محيريز عن المخدجي عن عبادة".

قلت: هذا الإسناد وإن كان غريبًا؛ إلَّا أنَّه إسناد مدني صحيح؛ لا يضره تفرد محمَّد بن مطرف به؛ فإنَّه مدني ثقة، معروف بالرواية عن زيد بن أسلم، ومن أهل بلده، بل ومكثر عنه، وروايته عنه في الصحيحين، فلا يستغرب من مثله أن يتفرد عن زيد.

• تنبيه: قال يزيد بن هارون، وحسين بن محمَّد، في هذا الإسناد: "عن عبد الله الصنابحي"، وقال آدم بن أبي إياس: "عن أبي عبد الله الصنابحي".

وهو الصواب، وكذا قال ابن حجر في النكت الظراف (٤/ ٢٥٥).

وهو عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله الصنابحي التَّابعي الكبير، سمع عبادة بن الصَّامت [التَّاريخ الكبير (٥/ ٣٢١)]، ودخل عليه في مرض موته فأثنى عليه عبادة ثناءً عاطرًا، وروايته عنه في الصحيحين [البخاري (٣٨٩٣ و ٦٨٧٣)، مسلم (٢٩ و ١٧٠٩)].

وانظر تحقيق القول في اسمه وكنيته: فيما تقدم تحت الحديث رقم (٤١٨).

قال النووي في المجموع (٣/ ١٨ - ١٩): "حديثٌ صحيحٌ، رواه أبو داود وغيره بأسانيد صحيحة"، وقال أيضًا (٤/ ٢٧): "هذا حديثٌ صحيحٌ"، وكذا في الخلاصة (٦٦١).

وقال العراقي في طرح التثريب (٢/ ١٣٥): "رواه أبو داود ... إسناد صحيح".

• قلت: لكني وجدت لهذا الإسناد علة؛ فإذا هو كما قال أبو نعيم في الحلية؛ فقد رواه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن محمَّد بن يَحْيَى بن حبان، عن ابن محيريز، عن عبادة به مرفوعًا.

أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٨٩/ ٢٣٩).

فرجع بذلك الحديث إلى حديث ابن حبان الآتي.

قال ابن أبي حاتم في العلل: "سألت أبي عن حديث رواه أبو غسان محمَّد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، [كذا، بدون ذكر الصنابحي] عن عبادة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى الصلوات الخمس، فأتم ركوعها، كان له عند الله عهد أن لا يعذبه".

<<  <  ج: ص:  >  >>