قلت: هو حديث منكر؛ لتفرد دويد بن نافع به عن الزُّهريّ، ودويد هذا ليس هو من أصحاب الزُّهريّ، ولا هو بالمشهور، ولا بالحافظ، وغاية ما يقال فيه: صدوق، ولا يبلغ ذلك، بل قال فيه الدارقطني:"ليس بقوي"، وأنكرت عليه أحاديث تفرد بها عن الزُّهريّ [انظر: التهذيب (١/ ٥٧٦)، إكمال مغلطاي (٤/ ٢٨٢)، من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن (١١٧)، تخريج الأحاديث الضعاف للغساني (٣٦٦)، التَّاريخ الكبير (٣/ ٢٥١)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٣٨)، الثقات (٦/ ٢٩٢)، تاريخ دمشق (١٧/ ٣١١)، ذيل الميزان (٣٥٨)، علل الحديث (١٣٥٩)، وغيرها].
وضبارة بن عبد الله بن مالك بن أبي السليل، وقيل: السليك: مجهول؛ روى أحاديث مناكير عن دويد بن نافع [انظر: التَّاريخ الكبير (٤/ ٣٤٢)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٧١)، أحوال الرجال (٣١٤)، الثقات (٨/ ٣٢٥)، الكامل (٤/ ١٠٢)، بيان الوهم (٤/ ٦٥٩/ ٢٢١٩)، إكمال ابن ماكولا (٤/ ٣٣٩ - الحاشية)، تكملة الإكمال (٣/ ١٩٤)، الميزان (٢/ ٣٢٢)، اللسان (٤/ ٣٣٦)، التهذيب (٢/ ٢٢١)، التقريب (٢٨٥) وقال: "مجهول"].
وبقية بن الوليد: إليه المنتهى في جهالة شيوخه [الميزان (٢/ ٣٢٢)].
٢ - حديث كعب بن عجرة: وله عنه طرق:
أ - أبو نعيم، قال: ثنا عبد الرحمن بن النُّعمان الأنصاري: حدثني إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة الأنصاري، عن أبيه، عن كعب قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن في المسجد سبعة، منا ثلاثة من عربنا، وأربعة من موالينا، قال: فخرج علينا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من بعض حُجَره، حتَّى جلس إلينا فقال:"ما يجلسكم ههنا" قلنا: انتظار الصَّلاة، قال: فنكت بإصبعه في الأرض، ونكس ساعة ثم رفع إلينا رأسه فقال:"هل تدرون ما يقول ربكم" قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال:"إنَّه يقول: من صَلَّى الصَّلاة لوقتها، فأقام حدَّها، كان له بها عليَّ عهدٌ أدخله الجنَّة، ومن لم يصل الصلاة لوقتها، ولم يقم حدَّها، لم يكن له عندي عهدٌ، أن شئت أدخلته النَّار، وإن شئت أدخلته الجنَّة".
أخرجه البُخاريّ في التَّاريخ الكبير (١/ ٣٨٧)، والدارمي (١/ ٣٠٣/ ١٢٢٦)، وابن أبي شيبة في المسند (٥١٢)[ووقع عنده: سعد بن إسحاق]. وعبد بن حميد (٣٧١)، والطحاوي في المشكل (١/ ٤٨٣/ ٤٧٣ - تحفة)، والطبراني في الكبير (١٩/ ١٤٣/ ٣١٤)[ووقع عنده سعد بن إسحاق].
قال البُخاريّ:"وقد روى هذا الحديث: سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن ابن حبان، عن ابن محيريز، عن عبادة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خمس صلوات كتبهن الله على عباده"، فالله أعلم به -يعني: بإسحاق- أنَّه محفوظ أم لا؟ لأنَّ إسحاق ليس يعرف إلَّا بهذا، لا أدري حفظه أم لا، قال أبو عبد الله: أهاب أنَّه أراد سعد بن إسحاق".
قلت: الحديث يرويه ابن نصر في تعظيم قدر الصَّلاة (١٠٣٢)، والطبراني في مسند الشاميين (٢١٨٥):