(٣/ ٥٥٥)]، وأبو أميَّة: هو الطرسوسي، محمَّد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي: صدوق يهم [التهذيب (٣/ ٤٩٣)، الميزان (٣/ ٤٤٧)]؛كما قال ابن حبان في الثقات (٩/ ١٣٧): "وكان من الثقات، دخل مصر فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها؛ فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلَّا ما حدث من كتابه".
وأبو جعفر الطحاوي: مصري؛ فأخاف أن يكون أخذ عنه هذا الحديث من حفظه، مما وهم فيه، فالله أعلم.
ومالك بن مغول، وأبو حصين عثمان بن عاصم، والشعبي عامر بن شراحيل: ثقات أثبات، من رجال الشيخين. وأمَّا سماع الشعبي من كعب، فقد قيل لابن معين: "سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟ قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة" [تاريخ الدوري (٢/ ٢٨٦)] فكأنه لم يثبت عنده له فيه سماع.
هـ - قال الطّبرانيّ في الكبير (١٩/ ١٤٣/ ٣١٣): حدّثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري: ثنا يعقوب بن إسحاق العطار العسكري: ثنا إسحاق بن سليمان، عن مسكين بن صالح، عن الشعبي، عن كعب بن عجرة، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره بنحوه.
وهذا إسناد غريب؛ مسكين بن صالح: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات [التَّاريخ الكبير (٨/ ٣)، كنى مسلم (٦٦٢)، الثقات (٧/ ٥٠٥)، فتح الباب (١٧٣٦)، تاريخ الإسلام (١١/ ٣٥٦)]، وإسحاق بن سليمان؛ هو الرَّازي: ثقة فاضل. ويعقوب بن إسحاق العطار العسكري: فلم أعرفه، وعبد الوارث بن إبراهيم العسكري: روى عنه الطّبرانيّ، وابن نافع، والعقيلي، وغيرهم، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والحاصل: أن الحديث لا يصح عن كعب بن عجرة، ولا يصح قدسيًّا.
٣ - حديث أبي هريرة:
يرويه أحمد بن يوسف السلمي: ثنا خالد بن مخلد القطواني: حدثني سليمان بن بلال: حدثني سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كتب الله على العباد خمس صلوات، فمن أتى بهن وقد أدى حقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنَّة، ومن أتى بهن وقد ضيع حقهن استخفافًا لم يكن له عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء رحمه".
أخرجه ابن نصر في كتاب الوتر (١٢ - مختصره)، وابن عدي في الكامل (٣/ ٣٥).
قال ابن عدي: "قال لنا الشرقي: سألت صالح جزرة عن هذا الحديث؟ فقال: هذا ليس له أصل عن سهيل، وأخاف أنَّه دخل لحمدان السلمي إسناد في إسناده".
قلت: حمدان السلمي، هو: أحمد بن يوسف، يعرف بحمدان، وهو: ثقة حافظ، ولعل الحمل فيه على خالد بن مخلد القطواني، الكوفيّ، فإنَّه: صدوق، له مناكير [انظر: التهذيب (١/ ٥٣١)، الميزان (١/ ٦٤٠)]، وقد عدَّ ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر عليه، ثم قال في آخر ترجمته: "ولم أجد في كتبه أنكر مما ذكرته، فلعله توهمًا منه، أو حملًا على الحفظ".