فإن قيل: قال ابن رجب في شرح العلل (٢/ ٧٧٥): "ذكر الغلابي في تاريخه، قال: القطواني يؤخذ عنه مشيخة المدينة، وابن بلال فقط. يريد: سليمان بن بلال، ومعنى هذا: أنَّه لا يؤخذ عنه إلَّا حديثه عن أهل المدينة، وسليمان بن بلال منهم، لكنَّه أفرده بالذكر".
فيقال: خالفه من هو أوثق منه، وأولى منه بسليمان بن بلال: عبد الحميد أبو بكر بن أبي أويس [مدني، ثقة]، فرواه عن سليمان بن بلال، عن سعد بن إسحاق، عن محمَّد بن إبراهيم، عن ابن حبان، عن ابن محيريز، عن المخدجي، عن عبادة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره.
أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصَّلاة (١٠٣٢)، والطبراني في مسند الشاميين (٢١٨٥).
وهذا أولى بالصواب.
٤ - حديث ابن مسعود:
يرويه مسلم بن إبراهيم: ثنا يزيد بن قتيبة الحرشي: ثنا الفضل الأغر الكلابي -من أهل الكوفة-، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مر على أصحابه يومًا، فقال لهم:"هل تدرون ما يقول ربكم -عَزَّ وَجَلَّ-" قالوا: الله ورسوله أعلم. قالها ثلاثًا، قال:"يقول: وعزتي وجلالي! لا يصليها عبد لوقتها إلَّا أدخلته الجنَّة، ومن صلاها لغير وقتها؛ إن شئت رحمته وإن شئت عذبته".
أخرجه الهيثم بن كليب الشافعي (٢/ ٢٨٥/ ٨٦١)، وابن البختري في ثلاثة مجالس من أماليه (المجلس الثالث)(٤٢)(٢٤١ - مجموع مصنفاته)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٢٨/ ١٠٥٥٥).
وهذا إسناد مجهول؛ يزيد بن قتيبة: لم أر من ترجم له غير ابن أبي حاتم، حيث ترجم له في الجرح والتعديل (٩/ ٢٨٤) بهذا الإسناد فقط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، مما يعني أنَّه مجهول؛ ولا يعرف بغير هذا الإسناد، وشيخه، وشيخ شيخه: مجهولان أيضًا، ولم أقف لهما على ترجمة.
٥ - حديث عائشة:
قال الطّبرانيّ في الأوسط (٤/ ٢١٥/ ٤٠١١ و ٤٠١٢): حدّثنا علي بن سعيد، قال: نا عبد الله بن أبي رومان الإسكندراني، قال: نا عيسى بن واقد، عن محمَّد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكر حديثًا، ثم قال: وبه: حدّثنا محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يوتر فلا صلاة له". فبلغ ذلك عائشة، فقالت: من سمع هذا عن أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -؟! والله ما بعُد العهد، وما نسيت، إنَّما قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "من جاء بصلوات الخمس يوم القيامة، قد حافظ على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، لم ينقص منها شيئًا، جاء وله عند الله عهدٌ أن لا يعذبه، ومن جاء وقد انتقص منهن شيئًا، فليس له عند الله عهد، إن شاء رحمه، وإن شاء عذبه".