أخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٦ - ٢٤٧).
ورواه الإمام أحمد [إمام فقيه حافظ، ثقة ثبت متقن]، في مسنده (٥/ ٣٦٨) قال: ثنا محمَّد بن جعفر: ثنا شعبة: أخبرني عبيد المكتب، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني يحدث عن رجل من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ - قال شعبة: أو قال: -"أفضل العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد".
ورواه الإمام عبد الله بن المبارك [إمام فقيه حافظ، ثقة ثبت متقن]، قال: حدّثنا شعبة، عن عبيد المكتب، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: "الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل [الله] ".
أخرجه الحسين المروزي في البر والصلة (٣٦)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢١/ ٩٨١٤).
فتبين بذلك وهم المعمري في روايته، والله أعلم.
وهذا إسناد صحيح، لشعبة فيه شيخان، إلَّا أنَّه كان غالبًا ما يحدث به عن الوليد بن عيزار، ونادرًا ما يحدث به عن عبيد المكتب، فهو محفوظ عنه بالوجهين، رواه عنه غندر بالوجهين، وهو محفوظ عن غندر بالوجهين أيضًا، والله أعلم.
• وروى حديث ابن مسعود أيضًا بهذه الزيادة: المعمري: حدّثنا أحمد بن عبدة: ثنا حماد بن زيد: ثنا الحجاج، عن سليمان، ذكر أبا عمرو الشيباني، قال: حدثني رب هذه الدار -يعني: عبد الله بن مسعود-، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصَّلاة لميقاتها الأوَّل".
أخرجه الدارقطني (١/ ٢٤٧).
قلت: وهذا أيضًا من أوهام المعمري، وزيادته في المتون ما ليس منها:
فقد روى الطّبرانيّ في معجمه الكبير (١٠/ ٢١/ ٩٨١٠)، قال: حدّثنا سليمان بن الحسين [كذا في المطبوع، والمخطوط (٣/ ٥٠/ ب)] العطار البصري: ثنا أحمد بن عبدة الضبي: ثنا حماد بن زيد، عن الحجاج، عن سليمان، قال: ذكر أبو عمرو الشيباني: أخبرني رب هذه الدار -يعني: ابن مسعود- قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة لميقاتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" ثم سكت عني، ولو استزدته لزادني.
وشيخ الطّبرانيّ، هو: أبو أيوب سليمان بن الحسن [مكبرًا] بن المنهال، العطار الضَّرير البصري، ابن أخي الحجاج بن المنهال، وهو شيخ لابن حبان، أكثر عنه في صحيحه، وروى عنه أيضًا: ابن نافع، وابن عدي، والإسماعيلي، وثقه أبو محمَّد بن غلام الزُّهريّ، وقال الدارقطني: "لا بأس به" [سؤالات السهمي (٢٩٤ و ٢٩٦)].
وروايته عندي أولى بالقبول من رواية المعمري؛ لما رواه الطّبرانيّ في معجمه الكبير