قال المنذري في الترغيب (١/ ١٤٨ و ٣٠٠)، وتبعه الهيثمي في المجمع (١/ ٤٧): "إسناده جيد".
وقال المزي في التهذيب (٨/ ٣١٢): "وهو حديث عزيز فرد، لا نعرفه إلَّا من رواية عمران القطان".
قلت: عمران بن داود العمي، أبو العوام القطان البصري: صدوق يهم، كثير الرِّواية عن قتادة، إلَّا أنَّه كثير المخالفة والوهم [التهذيب (٣/ ٣١٨)، الميزان (٣/ ٢٣٦)].
وهذا الحديث مما وهم نبه على قتادة:
فقد روى البيهقي في الشعب (٣/ ١٩/ ٢٧٥٠) بإسناد صحيح إلى: محمَّد بن بشر العبدي: ثنا سعيد بن أبي عروبة: ثنا قتادة، عن الحسن، أن أبا الدرداء كان يقول: "خمس من جاء بهن يوم القيامة مع إيمانه دخل الجنَّة: من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، وأعطى الزكاة الطيبة نفسه بها"، ثم قال أبو الدرداء: "وايم الله! لا يفعل ذلك إلَّا مؤمن، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا، وأداء الأمانة" قالوا: وما أداء الأمانة يا أبا الدرداء؟ قال: "اغتسال من الجنابة؛ فإن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها".
ومحمد بن بشر العبدي: ثقة ثبت، سماعه من ابن أبي عروبة: صحيح جيد [انظر: شرح علل التِّرمذيّ (٢/ ٧٤٣) وفيه: "قال أحمد: سماع محمَّد بن بشر، وعبدة منه جيد، التّقييد والإيضاح (٤٢٩) وفيه: "قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سماع محمَّد بن بشر من سعيد بن أبي عروبة؟ فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة"].
وسعيد بن أبي عروبة: هو أثبت أصحاب قتادة، وأحفظهم لحديثه، وروايته هذه هي المحفوظة، ورواية عمران القطان: وهم محض.
وعليه: فإن هذا الحديث موقوف على أبي الدرداء، بإسناد منقطع؛ فإن الحسن البصري: لم يسمع عن أبي الدرداء، قال أبو زرعة: "الحسن عن أبي الدرداء: مرسل" [المراسيل (١٤٨)، جامع التحصيل (١٦٤)، تحفة التحصيل (٧٣)]؛ فهو: حديث ضعيف.
• ولقتادة في هذا الحديث إسناد آخر بلفظ مختصر، يرويه سعيد بن أبي عروبة، وهمام، كلاهما عن قتادة، عن حنظلة الأسدي -وكان يقال له: كاتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حافظ على الصلوات الخمس -أو: الصَّلاة المكتوبة-: على وضوئها، وعلى مواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقًّا عليه حرُم على النَّار". وفي رواية: "وعلم أنهن حق من عند الله: دخل الجنَّة -أو قال: وجبت له الجنَّة-".
أخرجه أحمد (٤/ ٢٦٧)، وأبو علي الطُّوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٣٩/ ١٩٧)، وابن أبي شيبة في المسند (٨٣٢)، والطبراني في الكبير (٤/ ١٢/ ٣٤٩٤ و ٣٤٩٥)، والبيهقيّ في الشعب (٣/ ٤٦/ ٢٨٢٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤/ ٣٢٩).
قال في الترغيب (١/ ١٥١): "رواه أحمد بإسناد جيد، ورواته رواة الصَّحيح".