حدّثنا أبو علي الحنفي به [انظر: تحفة الأشراف (٨/ ٢٢١/ ١٠٩٣٠)، تهذيب الكمال (٢/ ٢٣ - ٢٤)، التهذيب (١/ ٥٦)].
أخرجه ابن نصر المروزي في الوتر (١٤ - مختصره)، وابن جرير الطبري في تفسيره (١٠/ ٣٤٠/ ٢٨٦٩٠)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ١٢٣)، وابن الأعرابي في المعجم (١/ ٨٧/ ٠ ١٣)، والطبراني في الكبير (١/ ٤٧ - مجمع الزوائد)، وفي الصَّغير (٢/ ٥٦/ ٧٧٢)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٢٣٤)، والبيهقيّ في الشعب (٣/ ٢٠/ ٢٧٥١)، والخطيب في الموضح (٢/ ٣٣٤)، والرافعي في التدوين (٣/ ٤٩٧)، والمزي في التهذيب (٨/ ٣١١ - ٣١٢).
زاد بعضهم في بعض طرق الحديث عن أبي علي الحنفي، بعد الزكاة: وكان يقول "وايم الله! لا يفعل ذلك إلَّا مؤمن"، وزاد معظمهم في آخره، في تفسير أبي الدرداء: "قال: الغسل من الجنابة؛ فإن الله لم يأتمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها"، وهما زيادتان محفوظتان.
• تنبيهان:
الأوَّل: وقع التفسير لأداء الأمانة مرفوعًا، معزوًا للطبراني في الكبير، عند المنذر في في الترغيب (١/ ١٤٨)، وتبعه على ذلك الهيثمي في المجمع (١/ ٤٧)، وما أراه إلَّا وهمًا تتابعا عليه؛ فقد رواه من طريق الطّبرانيّ، موقوفًا على أبي الدرداء: أبو نعيم في الحلية، والرافعي في التدوين، والمزي في التهذيب، وهو الموافق لرواية جميع من روى الحديث عن أبي علي الحنفي، موقوفًا على أبي الدرداء.
الثَّانى: قال الطّبرانيّ في الصَّغير: "لم يروه عن قتادة إلَّا عمران، تفرد به الحنفي، ولا يُروى عن أبي الدرداء إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه العقيلي في ضعفائه منكرًا به على أبي علي الحنفي، ثم قال: "ولا يتابع عليه، وإنما روى النَّاس عن قتادة، عن خليد، عن أبي الدرادء، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما طلعت شمس إلَّا بجنبتيها ملكان".
قلت: أبو علي الحنفي، عبيد الله بن عبد المجيد: ثقة [انظر: التهذيب (٣/ ٢٠)، الميزان (٣/ ١٣)]، ولم يتفرد بهذا الحديث، ولا ينبغي أن يحمل به عليه، فقد تابعه عليه:
النُّعمان بن عبد السَّلام [أصبهاني، ثقة عابد فقيه]، رواه عن أبي العوام عمران القطان، عن قتادة، عن خليد بن عبد الله، عن أبي الدرداء، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "خمس من جاء بهن مع إيمانٍ دخل الجنَّة: من حافظ على الصلوات الخمس، وصام رمضان، وحج البيت، وأدى الأمانة".
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ٢٣٤)، وفي أخبار أصبهان (٢/ ١٥٩).
من طريقين، من رواية الأصبهانيين، عن النُّعمان به، وهو ثابت عنه، إلَّا أنَّه لم يذكر أبان بن أبي عياش [وهو: متروك] في الإسناد.
وعليه: فالمتفرد بهذا الحديث هو عمران القطان.