للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: ويحتمل أن يكون الوهم -بزيادة ليث بن أبي سليم- من قبل شيخ الطبراني، فقد قال فيه الدارقطني: "ليس بالقوي" [انظر: سؤالات الحاكم (١٥٢)، تاريخ بغداد (٣/ ٢٤٣)، الأنساب (٢/ ١٣١)، السير (١٤/ ٩١)، الميزان (٤/ ٥١)، اللسان (٧/ ٥٣٧)].

• والحديث معروف عن ليث: فقد رواه عنه: معتمر بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وأبو حمزة السكري محمد بن ميمون [وهم: ثقات، رووه عن ليث، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لم أؤمر بتشييد المساجد".

قال: وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى.

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٧٤/ ٣١٥٢) بشقه الثاني فقط. وأبو يعلى (٤/ ٣٤٠/ ٢٤٥٤) و (٥/ ٨٦ و ٨٧/ ٢٦٨٨ و ٢٦٨٩)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٨٨/ ١٣٠٠١).

وليث بن أبي سليمٍ: ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه.

• وممن رواه أيضًا من الضعفاء:

صباح بن يحيى المزني، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم أومر بتشييد المساجد".

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٨٨/ ١٣٠٠٠).

وهذا لا يصلح في المتابعات؛ فإن صباح بن يحيى المزني هذا: متروك؛ بل متهم [التاريخ الكبير (٤/ ٣١٤)، الجرح والتعديل (٤/ ٤٤٢)، ضعفاء العقيلي (٢/ ٢١٢)، المجروحين (١/ ٣٧٧)، الكامل (٤/ ٨٤)، الميزان (٢/ ٣٠٦)، اللسان (٤/ ٣٠٣)].

• وعليه؛ فإن حديث: "ما أمرت بتشييد المساجد": مرسل بإسناد صحيح، ويزيد بن الأصم: تابعي ثقة، وقول ابن عباس: "لتُزَخْرِفُنَّها؛ كما زخرفت اليهود والنصارى": موقوف عليه بإسناد صحيح.

• وقد رواه بعضهم مرفوعًا: قال ابن ماجه في السنن (٧٤٠): حدثنا جُبَارة بن المُغَلِّس: ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي، عن ليث، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي، كما شرفت اليهود كنائسها، وكما شرفت النصارى بيعها".

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٩٤): "هذا إسناد ضعيف؛ فيه ليث، وهو: ابن أبي سليم: ضعيف، وجبارة بن المغلس، وهو: كذاب".

قلت: هو واهٍ، وما كان يتعمد الكذب؛ إنما كان يوضع له الحديث؛ فيحدث به، قال أبو زرعة: "قال لي ابن نمير: ما هو عندي ممن يكذب، قلت: كتبت عنه؟ قال: نعم، قلت: تحدث عنه؟ قال: لا، قلت: ما حاله؟ قال: كان يوضع له الحديث، فيحدث به، وما كان عندي ممن يتعمد الكذب" [التهذيب (١/ ٢٨٨)، الميزان (١/ ٣٨٧)، الجرح والتعديل (٢/ ٥٥٠)]. وسيأتي الكلام عن عبد الكريم قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>