أ- فرواه خالد بن أبي يزيد القطربلي [كتب عنه ابن معين، وقال: "لم يكن به بأس"، التهذيب (١/ ٥٣٨)، التقريب (١٧٩) وقال: "صدوق"، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا ببناء المساجد في الدور، ويأمر بتنظيفها.
أخرجه الطحاوي في المشكل (١/ ٣٩٣/ ٣٦٧ - ترتيبه).
ب- وخالفه: يعقوب بن إسحاق الحضرمي [صدوق] فقال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الفرافصة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . فذكر مثله.
أخرجه الطحاوي في المشكل (٣٦٨ - ترتيبه).
ويعقوب بن إسحاق: أشهر وأحفظ من القطربلي؛ إلا أنه قد اختلف عليه أيضًا:
أ- فرواه رزق الله بن موسى [صدوق له أوهام]، وإبراهيم بن محمد بن مروان، المعروف بالعتيق [قال الدارقطني: "غمزوه"، ووهَّمه في متن حديث قلبه. العلل (١٠/ ٢١٨/ ١٩٨٥)، تاريخ بغداد (٦/ ١٥٢)، اللسان (١/ ٣٤٢)]، روياه عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: ثنا زائدة بن قدامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به، وتقدم.
ب- وخالفهما: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر [صدوق، قال الدارقطني: "ثقة؛ إلا أنه كان يخطئ، فيقال له، فلا يرجع"، وكان قد عمي قبل موته. التهذيب (١/ ٨٦)، الميزان (١/ ٢١٤)] فرواه عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الفرافصة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .، وتقدم.
فلا أدري ممن الوهم فيه؟ فلعل الوهم فيه من الرواة عن الحضرمي؛ فليس فيهم من يعتمد على حفظه، ولعل الوهم فيه من الحضرمي نفسه؛ فإنه ليس بذاك الثبت، الذي يحتمل منه التعدد في الأسانيد [انظر: التهذيب (٤/ ٤٤٠)].
وعليه: فلا أرى الحديث محفوظًا عن ابن المبارك من هذا الوجه المتصل؛ فإني لم أقف على من رواه عن ابن المبارك غير رواية هذين، وليسا من أصحاب الرجل المشهورين بالرواية عنه، مثل عبدان، وسويد بن نصر، وسفيان بن عبد الملك، وعلي بن الحسن بن شقيق، وأحمد بن عيسى الحمال، وغيرهم من أصحابه المعروفين.
فإن قيل: رواية ابن المبارك عن الفرافصة، قد توبع عليها:
تابعه: قران بن تمام، فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن الفرافصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
أخرجه العقيلي (٣/ ٣٠٩)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٣٣٠).
قلت: قران: صدوق يخطئ [انظر: التهذيب (٣/ ٤٣٥)، الثقات (٧/ ٣٤٦) وغيرهما]، والذين خالفوه أحفظ منه، وأكثر عددًا.
وقد وهَّمه العقيلي في هذه الرواية.