خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن أبيه سمرة، أنه كتب إلى بَنِيه: أما بعد: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بالمساجد أن نصنعَها في دورنا، ونُصلحَ صنعتها، ونُطهِّرَها.
• حديث حسن بشاهده.
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (٢/ ٤٤٠)، والخطيب في المتفق والمفترق (٢/ ١٠١٤/ ٦١٦).
وهذا الإسناد هو الذي يروي به أبو داود صحيفة سمرة [أو: كتاب سمرة، أو: وصية سمرة لبنيه]، وقد أخرج منها في سننه ستة أحاديث، هذا أحدها، والباقي يأتي -إن شاء الله تعالى- برقم:(٩٧٥ و ١٥٦٢ و ٢٥٦٠ و ٢٧١٦ و ٢٧٨٧)، وقد احتج بها أبو داود.
وشيخ أبي داود فيها: محمد بن داود بن سفيان: روى عن عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي، وروى عنه أبو داود فقط [فيما وقفت عليه من ترجمته]، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ إلا رواية أبي داود عنه فإنها ترفعه.
• ولم ينفرد بهذا الحديث، فقد توبع:
قال الطبراني في معجمه الكبير (٧/ ٢٥٢/ ٧٠٢٦): حدثنا عبدان: ثنا دحيم: ثنا يحيى بن حسان به، إلا أنه قال: عن سمرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . .
وهذا إسناد صحيح إلى يحيى بن حسان التنيسي، وهو: ثقة.
وسليمان بن موسى؛ هو: الزهري، أبو داود الكوفي، خراساني الأصل، نزل دمشق، وهو: صدوق، مستقيم الحديث، وقول ابن حجر في التهذيب (٢/ ١١٢): "وذكر العقيلي عن البخاري أنه قال: منكر الحديث"؛ فإنما هو خطأ محض، وقع فيه بسبب اعتماده في النقل على كتاب مغلطاي [إكمال التهذيب (٦/ ١٠١)]، وإنما الذي في كتاب العقيلي:"سليمان بن موسى: عن مظاهر بن أسلم، ومظاهر: منكر الحديث، قاله البخاري"، ثم أسنده [الضعفاء الكبير (٢/ ٥٠٧) ط حمدي السلفي]، فظهر بهذا أن قول البخاري إنما هو في مظاهر بن أسلم، وليس في سليمان بن موسى، ثم أورد له العقيلي حديثين ثم قال:"جميعًا غير محفوظين إلا عن مظاهر هذا"، فظهر أن الحمل فيهما على مظاهر وليس على سليمان، ولهذا فإن ابن عدي قد أصاب حين أورد هذين الحديثين في ترجمة مظاهر [الكامل (٦/ ٤٤٩)]، ولو كان كلام البخاري هذا معروفًا في سليمان لما أغفله ابن عدي، ولأورد سليمان هذا في كامله، ولم يفعل! فدل ذلك على أن البخاري لم يقل هذا في سليمان، وليس هو في تواريخه، ولا في الكتب التي نقلت عنها.
وليس هذا هو الخطأ الوحيد الذي وقع فيه العقيلي في حق سليمان بن موسى هذا؛ فقد ترجم ترجمة قبل هذه قال فيها: "سليمان بن موسى، أبو داود، كوفي: عن دلهم، ولا