وقال أبو حاتم في العلل (١/ ١٦٨/ ٤٨١): "إنما يُروى عن عروة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسلًا".
وقال الدارقطني في العلل (٥/ ٣٧/ أ) (١٤/ ١٥٥/ ٣٤٩٣) لما سئل عن هذا الحديث: "يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه:
فرواه عنه: الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وعامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، ويونس، وحبان بن علي العنزي: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
والصحيح عن جميع من ذكرنا، وعن غيرهم: عن هشام عن أبيه مرسلًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وكلام الدارقطني هذا صريحٌ في أنَّ من تقدم ذكره ممن روى هذا الحديث متصلًا، قد رواه أيضًا مرسلًا، وهو الوجه الصحيح عنه، مثل: زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك، ومالك بن سعير، وعامر بن صالح، ويونس بن بكير.
وعلى هذا: فلا شك في كون المحفوظ في هذا الحديث: مرسل، والله أعلم [وانظر: الفتح لابن حجر (١/ ٣٤٢)، والمحلى (١/ ١٧٢)، وغيرهما].
وقوله: "في الدور": يعني: محلات القبائل، وأحيائهم.
• وله إسناد آخر عن عروة:
فقد رواه الإمام أحمد في المسند (٥/ ٣٧١) قال: ثنا يعقوب: ثنا أبي، عن ابن إسحاق: حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن جده عروة، عمن حدثه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا، وأن نصلح صنعتها ونطهرها.
قال الهيثمي في المجمع (٢/ ١١): "رواه أحمد وإسناده صحيح".
قلت: هو إسناد مدني حسن؛ عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: "وكان كبيرًا، قليل الحديث"، وروى له البخاري ومسلم حديثًا واحدًا في الطِّيب للحل والإحرام [خ (٥٩٣٠)، م (١١٨٩/ ٣٥)]، وقد سمع جده عروة [تخ (٦/ ١٦٧)، خ (٥٩٣٠)، م (١١٨٩/ ٣٥)] وانظر أيضًا: [الجرح والتعديل (٦/ ١١٧)، الثقات (٧/ ١٦٦)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٠٦/ ٤٤١٩)، الطبقات الكبرى (٢٣٣ - القسم المتمم)، التهذيب (٣/ ٢٣٧)].
وابن إسحاق: صدوق مشهور، وقد صرح بالتحديث، وله شاهد من حديث سمرة.
***
٤٥٦ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن داود بن سفيان: حدثنا يحيى -يعني: ابن حسان-: حدثنا سليمان بن موسى: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة: حدثني