يطق أن يتحمل إليه، أو يأتيه؟ قال: "فليهد إليه زيتًا يسرج فيه؛ فإن من أهدى له كان كمن صلى فيه".
أخرجه ابن ماجه (١٤٠٧)، وأحمد (٦/ ٤٦٣)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (٦/ ٤٦٣)، وإسحاق بن راهويه (٥/ ١٠٦/ ٢٢١١)، وأبو يعلى (١٢/ ٥٢٣/ ٧٠٨٨)، والطحاوي في المشكل (١/ ٤٤٧/ ٤٣٤ - تحفة)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٣٣/ ٥٥)، وفي مسند الشاميين (١/ ٢٧١/ ٤٧١)، وأبو نعيم في المعرفة (٦/ ٣٤٤٣/ ٧٨٣٦)، والضياء في فضائل بيت المقدس (١٧)، وابن عساكر في تاريخه (٤/ ٣١٠)، والمزي في التهذيب (٩/ ٤٨٢).
قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ٥٣٣): "وأظن أن زيادًا لم يسمعه من ميمونة، وإنما بينه وبينها أخوه عثمان. . . ثم قال: ففي هذا أن رواية سعيد بن عبد العزيز التي ذكر أبو داود: منقطعة. . .".
وقال الذهبي في الميزان (٢/ ٩٠): "رواه سعيد بن عبد العزيز عن زياد عنها، فهذا منقطع؛ رواه ثور بن يزيد عن زياد متصلًا".
وقال العلائي في جامع التحصيل (١٧٨) عن زياد بن أبي سودة: "وعن ميمونة خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث: "ابعثوا بزيت يسرج في قناديله" عن المسجد الأقصى، والصحيح: أنه عن أخيه عثمان عن ميمونة" وانظر: تحفة التحصيل (١١٥).
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ١٤): "وإسناد طريق ابن ماجه صحيح، رجاله ثقات، وهو أصح من طريق أبي داود؛ فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة: عثمان بن أبي سودة، كما صرح به ابن ماجه في طريقه، وكما ذكره العلائي صلاح الدين في المراسيل".
وقال المزي في التهذيب (٩/ ٤٨٠) لما ذكر رواية زياد عن ميمونة: "والصحيح: عن أخيه عثمان عنها" وانظر: التهذيب (١/ ٦٤٩)، الجوهر النقي (٢/ ٤٤١).
قلت: الذي يظهر لي أنه يقال في مثل هذا: أن زياد بن أبي سودة قد رواه على الوجهين، مرة بإثبات أخيه عثمان، ومرة بإسقاطه، فإن كلًّا من ثور بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز: ثقة ثبت، وإن كان سعيد أثبت من ثور، وأرفع منه قدرًا؛ إلا أن ثورًا ثقة حافظ تقبل زيادته، وقد توبع عليها، فدلت روايته على انقطاع رواية سعيد، والله أعلم.
• وممن وهم في هذا الإسناد على ثور:
أ- قال الطبراني في مسند الشاميين (١/ ٤٧٢/ ٢٧١): حدثنا موسى بن أبي حسين الواسطي: ثنا سعيد بن عبد الحميد الواسطي: ثنا يزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثله.
قال الطبراني: "ولم يذكر في الإسناد: عن زياد عن أخيه".
قلت: وهم فيه أصبغ بن زيد، وهو: ليس به بأس، له غرائب وإفرادات، يخطئ كثيرًا [التهذيب (١/ ١٨٣)، الميزان (١/ ٢٧٠)]، والمحفوظ: ما رواه عيسى بن يونس عن ثور.