قال: قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للإنس شياطين؟ قال:"نعم" قال: "يا أبا ذر! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة". . . الحديث بطوله، وفيه أطراف كثيرة.
أخرجه إسحاق بن راهويه (٤/ ٥٤٨/ ٦٤٦ - مطالب)، والحسين المروزي في البر والصلة (٢٩٧)، والحارث بن أبي أسامة (٤/ ٥٤٨/ ٦٤٦ - مطالب)(٥٣ - زوائده)، وأبو يعلى (٤/ ٥٤٨/ ٦٤٦ - مطالب)، والطبراني في الدعاء (١٦٤٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٣٣٤) و (٦٨/ ١١٧).
إسناده ضعيف؛ لإبهام الرجل الدمشقي، وبقية رجاله ثقات.
وانظر: العقل وفضله لابن أبي الدنيا (٦).
٣ - إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي: نا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري، قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده، فجلست إليه، فقال:"يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، قم فاركعهما" فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال:"خير موضوع، استكثر أو استقل". . . فذكر حديثًا طويلًا جدًّا، تلوح عليه أمارات الوضع.
أخرجه ابن حبان في صحيحه (٢/ ٧٦/ ٣٦١)، وفي المجروحين (٣/ ١٣٠)، والآجري في الأربعين (٤٠)، والطبراني في الأوائل (١٣)، وفي المعجم الكبير (٢/ ١٥٧/ ١٦٥١)، وأبو الشيخ في العظمة (٧٠)، والخطابي في غريب الحديث (٢/ ١٥٧)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٦٦)، والقضاعي في مسند الشهاب (٦٥١ و ٧٤٠ و ٨٣٧)، وابن عساكر في تاريخه (٢٣/ ٢٧٤).
وهذا حديث باطل؛ إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي: كذاب، قال أبو حاتم:"وأظنه لم يطلب العلم، وهو كذاب"، ومن وثقه فقد تساهل في أمره، مثل: ابن حبان والطبراني، قال الذهبي ردًّا على ابن حبان:"إبراهيم بن هشام: أحد المتروكين، الذين مشاهم ابن حبان؛ فلم يصب" [الجرح والتعديل (٢/ ١٤٢)، الميزان (١/ ٧٢) و (٤/ ٣٧٧)، اللسان (١/ ٣٨١) و (٨/ ٤٤٣)].
• ولهذا الحديث عن أبي ذر بهذا السياق: طرق أخرى رواتها متروكون أو مجاهيل؛ انظر: التاريخ الكبير (١/ ٢٩)، المستدرك للحاكم (٢/ ٥٩٧)، تاريخ ابن جرير الطبري (١/ ٩٤ - ٩٥)، الضعفاء الكبير للعقيلي (٤/ ٤٠٤)، المجروحين لابن حبان (٣/ ١٢٩)، وأبطله. مسند الشاميين (٣/ ١٥٤/ ١٩٧٩)، الكامل لابن عدي (٧/ ٢٤٤)، وقال:"هذا حديث منكر"، جزء فيه أحاديث أبي الشيخ ابن حيان بانتقاء ابن مردويه (٢٠)، الحلية (١/ ١٦٨)، الأمالي للشجري (١/ ٢٦٩)، تاريخ دمشق (٢٣/ ٢٧٧)، الأربعين في الجهاد (١٠)، البدر المنير (٤/ ٣٥٣)، اللسان (٨/ ٤٤٣).
قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٤٦٤): "وقد روي من وجوه متعددة عن أبي ذر، وكلها لا تخلو من مقال".