قال الطبراني:"لم يُروَ هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن الحارث".
قلت: رجاله ثقات، رجال الصحيح، عدا صالح بن حيوان -بالمهملة-، ويقال: خيوان -بالمعجمة-، قال أبو سعيد بن الأعرابي:"قال أبو داود: ليس أحد يقول خيوان -بالخاء المعجمة- إلا قد أخطأ"، وقال عبد الحق الإشبيلي:"وهو بالحاء المهملة، ومن قال بالخاء المنقوطة فقد أخطأ، ذكر ذلك أبو داود رحمه الله"، وقال ابن ماكولا:"قاله ابن يونس بالحاء المبهمة، وقاله البخاري كذلك، ولكنه: وهمٌ، وقال: يروي عن السائب بن خباب، وهو: وهمٌ، وإنما يروى عن السائب بن خلاد"، وذكره ابن أبي حاتم بالخاء المنقوطة.
قال العجلي:"مصري تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال عبد الحق الإشبيلي:"صالح بن حيوان: لا يحتج به"، وذكره ابن خلفون في الثقات، وقال:"غمزه بعضهم، وقال: لا يحتج به"، وتعقَّبَ ابنُ القطان الفاسي تضعيفَ عبد الحق له؛ معتمدًا في ذلك على توثيق العجلي، فصحح الحديث، واحتجَّ على من ضعَّفه بشاهده عن عبد الله بن عمرو [انظر: التاريخ الكبير (٤/ ٢٧٤)، الجرح والتعديل (٤/ ٣٩٩)، ثقات العجلي (٧٤٧)، ثقات ابن حبان (٤/ ٣٧٣)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (٢/ ٧٥٤)، الأحكام الوسطى (١/ ٢٩٤)، الإكمال لابن ماكولا (٢/ ٥٨١)، تهذيب مستمر الأوهام (١٩٢)، الاستيعاب (٢/ ٥٧١)، المشتبه (١/ ٢٧٨)، التبصير (١/ ٥٤٦)، توضيح المشتبه (٣/ ٤٩٦)، بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٨٢ و ٣٣٥/ ٢٤٧٠ و ٢٥١٣)، الإصابة (٣/ ٤٦٥)، تهذيب الكمال (١٣/ ٣٨)، إكمال مغلطاي (٦/ ٣٢٦)، التهذيب (٢/ ١٩٢)، الميزان (٢/ ٢٩٣)، الكاشف (١/ ٤٩٤)، التقريب (٢٧٧)].
قال في طرح التثريب (٢/ ٣٤١): "رواه أبو داود بإسناد جيد".
قلت: قوله: "جيد"، ليس بجيد، فإن صالح بن حيوان: قليل الرواية جدًّا، ليس له إلا حديثين، أو ثلاثة، ولم يرو عنه إلا بكر بن سوادة، قال الذهبي في الميزان (٢/ ٢٩٣): "ما روى عنه سوى بكر"، وقال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (٣/ ٤٩٦): "لا أعلم له راويًا غيره"، فهو في عداد المجاهيل، والعجلي وابن حبان معروفان بتساهلهما في توثيق المجاهيل من التابعين، وقول عبد الحق:"لا يحتج به": أقرب للصواب، ولم أر لحديثه شاهدًا إلا ما رواه:
عبد الله بن وهب، قال: حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يصلي للناس صلاة الظهر، فتفل في القبلة، وهو يصلي للناس، فلما كان صلاة العصر أرسل إلى آخر، فأشفق الرجل الأول، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! أُنزل فيَّ؟ قال:"لا، ولكنك تفلتَ بين يديك وأنت تؤم الناس، فآذيتَ اللهَ وملائكتَه" وفي رواية: "فآذيتَ اللهَ ورسولَه".