(٤ و ٥)، وابن طاهر المقدسي في العلو والنزول (١٧)، والسبكي في طبقات الشافعية (١/ ٨٥)، والمزي في التهذيب (٢١/ ٤٨ - ٤٩)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٦٩).
من طرقٍ عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
ولفظ مسلم: عن أنس بن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل؛ فيسأله، ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد! أتانا رسولُك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال:"صدق"، قال: فمن خلق السماء؟ قال:"الله"، قال: فمن خلق الأرض؟ قال:"الله"، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال:"الله"، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال! آلله أرسلك؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولُك أن علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا؟ قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك! آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولُك أن علينا زكاةً في أموالنا؟ قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك! آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولُك أن علينا صومَ شهر رمضان في سنتنا؟ قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك! آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولُك أن علينا حجَّ البيتِ من استطاع إليه سبيلًا؟ قال:"صدق"، قال: ثم ولَّى، قال: والذي بعثك بالحقِّ! لا أزيد عليهنَّ، ولا أنقص منهنَّ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لئن صدق ليدخلن الجنة".
قال ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم (١٤٢): "هذا الرجل هو: ضمام بن ثعلبة، بضاد معجمة مكسورة، وهو من بني سعد بن بكر بن هوازن، قبيلة حليمة التي أرضعت سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
قال الترمذي:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وقال الحاكم:"وفي طلب الإسناد العالي سنة صحيحة" فذكره.
وقال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أتمَّ له كلامًا عن ثابت عن أنس، من سليمان بن المغيرة، وقد رواه غيره، وكان سليمان من ثقات أهل البصرة".
وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن ثابت البناني إلا سليمان بن المغيرة".
وقال الدارقطني في "كتاب الرؤية" بعد ما أسنده من طريق علي بن المديني عن بهز بن أسد عن سليمان به: "قال علي: قال بهز: فحدَّثت بهذا الحديث حماد بن سلمة، فقال: هو مرسل، فقلت له: إن سليمان بن المغيرة -يعني: أسنده-، قال علي يتهدده لسليمان: صح، صح، صح -أي: هو ثقة-، فقال حماد: هو كان يسألني عن حديث ثابت. قال علي: وكان حماد بن سلمة أعلم الخلق بحديث ثابت.
. . . ثم أسند الدارقطني إلى يحيى بن معين قوله: من خالف حماد بن سلمة في ثابت، فالقول: قول حماد بن سلمة. قيل له: فسليمان بن المغيرة عن ثابت؟ قال: سليمان: ثبت، وحماد بن سلمة أعلم الناس بثابت".