والحديث الثالث: يرويه أبو بشر، عن أبي عمير بن أنس، قال: حدثني عمومتي من الأنصار [من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -] قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يشهدهما منافق" يعني: العشاء والفجر.
أخرجه أحمد (٥/ ٥٧)، وعبد الرزاق (١/ ٥٢٩/ ٢٠٢٣)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٢٩٢/ ٣٣٥٤)، وفي المسند (٧٧٠)، وأبو بكر الشافعي في فوائده (الغيلانيات)(٢٣٥)، وأبو نعيم في صفة النفاق (٦٣)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ١٢).
وصحح إسناده الحافظ في الفتح (٢/ ١٢٧).
فهذا ما وقفت عليه من أحاديث أبي عمير بن أنس بن مالك، وليس فيها ما ينكر على الرجل؛ فقد توبع عليها، وصحح له جمع من الأئمة، ووثقه ابن سعد وابن حبان؛ فحريٌّ أن يوصف مثله بأنه: ثقة، كما فعل ابن حجر في التقريب (٧١٧).
فهو: حديث صحيح، والله أعلم.
• غريب الحديث:
القُنْع: فسره الراوي بالشبور، وهو البوق، كما سيأتي مصرحًا به في حديث ابن عمر وأنس، وانظر: النهاية (٢/ ٤٤٠) و (٤/ ١١٥)، لسان العرب (٤/ ٣٩٣) و (٨/ ٢٦٠)، تاج العروس (٢٢/ ٩٤).
• ومما جاء في بدء الأذان:
١ - ما رواه ابن جريج، قال: أخبرني نافع مولى ابن عمر، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون، فَيَتَحَيَّنُون الصلوات، وليس يُنَادِي بها أَحَدٌ، فتكلَّموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قرنًا مثل قَرْنِ اليهود [وفي رواية: بل بُوقًا مثل بُوقِ اليهود]، فقال عمر: أَوَلا تبعثون رجلًا يُنَادِي بالصلاة! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بلال! قم فنادِ بالصلاة".
أخرجه البخاري (٦٠٤)، ومسلم (٣٧٧)، وأبو عوانة (١/ ٢٧٢/ ٩٤٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٣/ ٨٣١ و ٨٣٢)، والترمذي (١٩٠) وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر"، والنسائي في المجتبى (٢/ ٢/ ٦٢٦)، وفي الكبرى (٢/ ٢٣١/ ١٦٠٣)، وابن خزيمة (١/ ١٨٨ و ١٨٩/ ٣٦١ و ٣٦٤)، وأحمد (٢/ ١٤٨)، وعبد الرزاق (١/ ٤٥٧/ ١٧٧٦)، وأبو العباس السراج في مسنده (٣٥)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١١/ ١١٦٠)، والدارقطني (١/ ٢٣٧)، والبيهقي في السنن (١/ ٣٨٩ و ٤٠٨)، وفي المعرفة (١/ ٤٤١ - ٤٤٢/ ٥٨٨).
• وقد رواه خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استشار المسلمين فيما يجمعهم على الصلاة، فقالوا: البوق، فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى، فأُري تلك الليلة النداءَ رجلٌ من الأنصار، يقال له: عبد الله بن زيد، وعمر بن