وهم معمر في إسناده:
خالفه: وهيب بن خالد [ثقة ثبت]، فرواه عن منصور، عن يحيى بن عبَّاد [هو: ابن شيبان الأنصاري، أبو هبيرة الكوفي، تابعي ثقة، روايته عن أبي هريرة مرسلة. مراسيل ابن أبي حاتم (٩١٣)،، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤذن يغفر له مد صوته، وبشهد له كل رطب ويابس، ولشاهد الصلاة خمس وعشرون درجة، ويكفر عنه ما بينهما".
أخرجه أبو محمد الفاكهي في فوائده عن ابن أبي مسرة (١٩٠)، وعنه: ابن بشران في الأمالي (٢/ ١١/ ٩٧٤).
وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٩٤/ ٥٥٥)، والدارقطني في العلل (٨/ ٣٤٤/ ١٦١٣).
قال ابن بشران: "هذا حديث محفوظ من حديث منصور، وهو حديث عالٍ من حديثه".
قلت: وهم وهيب في رفعه:
خالفه: زائدة بن قدامة [ثقة ثبت]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة، من أثبت الناس في منصور]، وفضيل بن عياض [ثقة مأمون]:
رووه عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن عطاء -رجلٍ من أهل المدينة- عن أبي هريرة، موقوفًا، ولم يرفعوه، وهو: الصواب.
علقه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٩٤/ ٥٥٥)، والدارقطني في العلل (٨/ ٣٤٤/ ١٦١٣) [وفي المطبوع تصحيف].
قال أبو زرعة: "حديث معمر وهم"، وقال: "الصحيح: حديث منصور" يعني: حديث جرير ومن معه.
وقال الدارقطني: "ووهم فيه معمر"، وقال: "والصحيح: قول زائدة وفضيل بن عياض وجرير، والله أعلم".
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٥٥٦/١٩٤): "حدثنا أبي، عن المعلي بن أسد، عن وهيب، أنه قال لمنصور: من عطاء هذا؟ أهو ابن أبي رباح؟ قال: لا، قلت: فهو عطاء بن يسار؟ قال: لا، قلت: من هو؟ قال: رجل".
وروى نحوه في الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٩)، وفي آخره: "قلت: عطاء بن يسار؟ قال: لا، هو آخر".
وروى هذه المسألة البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٦)، بنحوٍ من رواية ابن أبي حاتم في الجرح، في ترجمة عطاء المديني هذا، ولما ذكره ابن حبان في ثقاته (٥/ ٢٠٧) على عادته في التساهل في توثيق مجاهيل التابعين، قال: "لا أدري من هو؟ ولا ابن من هو؟ "، وأخطأ في جعل الراوي عنه: منصور، وإنما تفرد بالرواية عنه: أبو هبيرة يحيى بن عباد، يرويه عنه: منصور [وانظر: لسان الميزان (٥/ ٤٤٧)].