صحيح مسلم (٢٠٦٤)، سنن ابن ماجه (٣٢٥٩ م)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٤٥١/ ٢٢١٧)، العلل لابن أبي حاتم (٢/ ٢٢ و ٢٤٦/ ١٥٤٤ و ٢٢٢٧ و ٢٢٢٨)، علل الدارقطني (١١/ ١٩٣ - ١٩٦/ ٢٢١٧)، الإلزامات والتتبع (٢١)، إكمال المعلم (٦/ ٥٥٩)، فتح الباري (٩/ ٥٤٨)]، وعلى هذا فلا يقال بأن الأعمش قد روى عنه، وإنما يروي الأعمش حديث عيب الطعام -المتفق عليه- عن أبي حازم، لا عن أبي يحيى، وعلى هذا فإن أبا يحيى مولى جعدة قد تفرد بالرواية عنه موسى بن أبي عثمان، ونقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن ابن معين أنه قال فيه:"ثقة"، وكذا قال ابن القطان، كما تقدم [انظر: كنى البخاري (٨٢)، الجرح والتعديل (٩/ ٤٥٧)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٢٤٧ و ٢٦٤)، الثقات (٥/ ٥٧٧)، الميزان (٤/ ٥٨٧)، التهذيب (٤/ ٦٠٨)].
وأما موسى بن أبي عثمان فليس هو التبَّان، مولى المغيرة بن شعبة، الذي يروي عن أبيه عن أبي هريرة، ويروى عنه أبو الزناد؛ وإنما هو: الكوفي، الذي يروي عن إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبي يحيى، ويروى عنه: الثوري وشعبة ومالك بن مغول، قال شعبة:"وكان يؤذن على أطول منارة بالكوفة"، وقال سفيان الثوري:"كان مؤذنًا، ونعم الشيخ كان"، وقال أبو حاتم:"كوفى شيخ"، وقال ابن حبان في ثقاته وصحيحه:"وهو من سادات أهل الكوفة وعبادهم"، وعليه فكونه كان مؤذنًا أدعى لحفظ وضبط هذه الرواية في فضل الأذان الذي هو به مشتغل، ولا شك في توفر الهمم والدواعي لحفظ ونقل ما يكمل المرء به سؤدده، ويعلي به شرفه.
وقد فرَّق بينهما: البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٢٩٠)، وأبو حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ١٥٣)، والخطيب في غنية الملتمس (٥٦٢ و ٥٦٣)، وانظر: مسند الطيالسي (٤/ ٢٧٤/ ٢٦٦٥)، الثقات (٧/ ٤٥٤)، التهذيب (٤/ ١٨٣)، التقريب (٦١٨).
وعلى هذا: فهذا إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، لا بأس به.
وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان، واحتج به أبو داود والنسائي وعبد الحق الإشبيلي، وغيرهم.
• ولحديث أبي هريرة هذا طريقان آخران:
أ- روى معمر [هو: ابن راشد، ثقة ثبت، في حديثه عن أهل العراق ضعف، وليس بذاك القوي في منصور. انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٧٢١ و ٧٧٤)]، عن منصور [هو: ابن المعتمر، كوفي، ثقة ثبت]، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤذن يُغفَرُ له مدَّ صوته، ويصدِّقه كل رطب ويابس سمعه، وللشاهد عليه خمسٌ وعشرون حسنة".
أخرجه عبد الرزاق عن معمر (١/ ١٨٦٣/٤٨٤).
وعنه: أحمد (٢/ ٢٦٦)، وإسحاق (١/ ١٩٨/ ١٥٢)، وعبد بن حميد (١٤٣٧).