رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم].
أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٦٣/ ١١٣٦٩)، وفي الأوسط (٨/ ١٠٩/ ٩٢٦٧).
وهذا حديث منكر؛ نافع هذا: متروك، منكر الحديث، وقد تفرد به عن عطاء [اللسان (٦/ ١٧٥)، التلخيص (١/ ١/ ٣٩)].
وضعفه الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (١٦٦)، بقوله: "ونافع هذا ضعيف".
• وأما الموقوف: فيرويه أبو خالد الأحمر، عن ابن غريب، عن أبيه، عن ابن عباس به موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٠٨/ ٢٣٨١).
وابن غريب هذا هو محمد، وهو الَّذي يروي عنه أبو خالد الأحمر، وليس برشدين، وعليه فالإسناد ضعيف؛ فإن محمد بن غريب ضعيف؛ يكتب حديثه في الشواهد [التقريب (٨٩١)].
٦ - وأما حديث أَنس:
فيرويه ابن المقرئ في المعجم (٤٦٣)، قال: حدثنا أحمد بن علي بن عياش البالسي بالرقة: ثنا أحمد بن بكر البالسي: ثنا خالد بن يزيد البجلي: ثنا سليمان مولى الشعبي، - هكذا وإنما هو: سليم -، عن أَنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدًا يمر، تحريم الصلاة التكبير، وتحليلها التسليم].
وهذا باطل بهذا الإسناد؛ سليم مولى الشعبي: ضعيف؛ وغالب روايته عن الشعبي، ولم يذكر سماعًا من أَنس [اللسان (٤/ ١٨٧)]، وخالد بن يزيد البجلي القسري أمير العراق: ضعيف [اللسان (٣/ ٣٤٨)]، وأحمد بن بكر البالسي: روى مناكير عن الثقات، وقال الأزدي: "كان يضع الحديث" [اللسان (١/ ٤١١)، الأنساب (١/ ٢٦٨)]، وأما أحمد بن علي بن عياش البالسي، فهو من شيوخ ابن المقرئ، وذكره ابن السمعاني في الأنساب (١/ ٢٦٨)، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
• وقد روى حسين المعلم، عن بديل بن مسيرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفتتح الصلاة بالتكبير، وكان يختم بالتسليم.
أخرجه أبو عوانة (١/ ٤٢٨/ ١٩٩٥)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٠٨/ ٢٣٨٢)، هكذا مختصرًا.
وهو عند مسلم (٤٩٨)، وأبي داود (٧٨٣)، وغيرهما مطولًا.
وسوف يأتي الكلام عليه في موضعه من السنن (٧٨٣) إن شاء الله تعالى.
• وفي الجملة: فإن حديث علي حديث صحيح، ويؤيده موقوف ابن مسعود وابن عباس، والله أعلم.
وانظر شرحه مستوفى: في حاشية ابن القيم على السنن (١/ ٥٩ - ٦٩).
***